المجاري بين علاج جرب الكلية وجرب المثانة فانظر فيها جميعا * (فصل في حصاة الكلية) * تشترك الكلية والمثانة في سبب تولد الحصاة وذلك لان الحصاة يتم تولدها من مادة منفعلة ومن قوة فاعلة فاما المادة فرطوبة لزجة غليظة من البلغم أو المدة أو من دم يجتمع في ورم دملي وهذا نادر واما القوة الفاعلة فحرارة خارجة عن الاعتدال وللمادة سببان أحدهما مادة للمادة والثاني حابس للمادة فمادة المادة الأغذية الغليظة من الألبان وخصوصا الخاثرة والأجبان وخصوصا الرطبة واللحمان الغليظة كلحمان الطير الآجامية والكبار الجثث ولحم الجمال والبقر والتيوس وما يغلظ من الوحش والسمك الغليظ والمطجنات كلها والخبز اللزج والنئ والفطير والأطرية والأكشكة والبهط والسميذ والحواري اللزج والحلواء اللزجة والفواكه الحامضة والعسرة الهضم والذي يولد خلطا لزجا كالتفاح الفج والخوخ الفج ومثل لحم الأترج ولحم الكمثرى ومن المياه الكدرة وخصوصا الغير المألوفة المختلفة الأشربة السود الغليظة وخصوصا ان كان الهضم ضعيفا لضعف القوة الهاضمة أو لكثرة ما يتناول فتهبط القوة أو لسوء الترتيب والرياضة على الامتلاء وربما كانت المادة مدة من قروح فيها أو في غيرها واما حابس المادة فضعف الدافعة في الكلى لمزاج أو ورم حار وحمرة أو قروح في الكلية فتحتبس فيها فضول ورسوبات من كل ما يصل إليها من المائية واما شدة حرارة فترمل الفضل وتحجره قبل أن يندفع وتجذبه إليها قبل الهضم التام في أعالي البدن وهذه الحرارة اما لازمة واما عارضة بسبب تعب أو تناول مسخن واما لسدة من فضول مجتمعة أو برد مقبض أو أورام سادة حارة وهو كثير وباردة وصلبة أو مشاركة أعضاء قريبة من مثل المعي وغيرها إذا ضغطت الكلية فأحدثت فيها سدة وهذه الأشياء كلها توجد في المثانة من الحصاة وان اقترن الحصاتان كانت الكلوية ألين يسيرا وأصغر وأضرب إلى الحمرة والمثانية أصلب وأكبر جدا وأضرب إلى الدكنة والرمادية والبياض وان كان قد يتولد فيها حصاة متفتتة وأيضا فان الكلوية تتولد في الأكثر بعد انفصال البول فهو عكر الدم لم يصحبه وتخلف عنه وأكثر من تصيبه حصاة الكلية سمين وأكثر من تصيبه حصاة المثانة نحيف والمشايخ يصيبهم حصاة الكلية أكثر مما يصيبهم حصاة المثانة والصبيان ومن يليهم أمرهم بالعكس وأكثر ذلك ما بين منتهى الطفولية إلى أول المراهقة وذلك لان القوة الدافعة في الصبيان والشبان أقوى فتدفع عن أعالي الأعضاء إلى أسافلها وأما المشايخ فان قوى كلاهم تضعف جدا وأيضا لان الصبيان والشبان أرق أخلاطا ولذلك تنفذ في كلاهم والمشايخ أغلظ أخلاطا فلا تنفذ في كلاهم وأكثر ما تتولد الحصاة في الصبيان لشرههم وحركتهم على الامتلاء وشربهم اللبن ولضيق مجرى مثانتهم وفي المشايخ لضعف هضمهم وكذلك حكم ابقراط أنها في المشايخ لا تبرأ وكل بول يكون فيه خلط أكثر فهو أولى بان تتولد منه الحصاة وهو الذي إذا ترك منه الملح كان ملحه أكثر فان الملح يتولد عن مائية فيها أرضية كثيرة قد أحرقتها الحرارة وبول الصبيان أكثر ملحا من بول المشايخ لا لان أرضيتها أكثر بل لان الحرارة فيها أكثر وأرضيتها في الاحتراق أوغل ولذلك بولهم كدر لكثرة تخليطهم ولتخلخل أبدانهم فتحلل عنهم أكثر المائية بالتحلل الخفي وأولى الصبيان بأن يتولد
(٥٠٠)