* (فصل في أمراض الرأس الفاعلة للاعراض فيه) * يجب ان يعلم أن الأمراض المعدودة كلها تعرض للرأس ولكن غرضنا ههنا في قولنا الرأس هو الدماغ وحجبه ولسنا نتعرض لأمراض الشعر ههنا في هذا الموضع فنقول انه يعرض للدماغ أنواع سوء المزاجات الثمانية المفردة والكائنة مع مادة وهي اما بخارية واما ذات قوام ويكثر فيه أمراض الرطوبة فان كل دماغ فيه في أول الخلقة رطوبة فضلية تحتاج إلى أن تتنقى اما في الرحم واما بعد فان لم تنق عظم منها الخطب وكلها اما في جرم الدماغ واما في عروقه واما في حجبه ويعرض له أمراض التركيب اما في المقدار مثل ان يكون أصغر من الواجب أو أعظم من الواجب أو في الشكل مثل ان يكون شكله متغيرا عن المجرى الطبيعي فيعرض من ذلك آفة في أفعاله أو تكون مجاريه وأوعيته منسدة والسدد اما في البطن المقدم واما في البطن المؤخر واما في البطنين جميعا ناقصة أو كاملة واما في الأوردة واما في الشرايين واما في منابت الأعصاب واما ان تنخلع رباطات حجبه أو يقع افتراق به بين جزأين ويعرض له أمراض الاتصال لانحلال فرد فيه نفسه أو في شرايينه وأوردته أو حجبه أو القحف ويعرض له الأورام اما في جوهر الدماغ نفسه أو في غشائه الرقيق أو الثخين أو الشبكة أو الغشاء الخارج وكله عن مادة من أحد الأخلاط الحارة أو الباردة أما من الباردة العفنة فيلحق بالأورام الحارة والباردة الساكنة تفعل أوراما هي التي تلبغى ان تسمى باردة وكأنك لا تجد من أمراض الدماغ شيئا الا راجعا إلى هذه أو عارضا من هذه وأمراض الدماغ تكون خاصية وتكون بالمشاركة وربما عظم الخطب في أمراض المشاركة فيه حتى تصير أمراضا خاصية قتالة فإنه كثيرا ما يندفع إليه في أمراض ذات الجنب والخوانيق مواد خناقة قتالة وكثيرا ما تصيبه سكتة قاتلة بسبب أذى في عضو آخر مشارك * (فصل في الدلائل التي يجب ان يتعرف منها أحوال الدماغ) * فنقول المبادئ التي منها نصير إلى معرفة أحوال الدماغ هي من الافعال الحسية والافعال السياسية أعني التذكر والتفكر والتصور وقوة الوهم والحدس والافعال الحركية وهي أفعال القوة المحركة للأعضاء بتوسط العضل ومن كيفية ما يستفرغ منه من الفضول في قوامه ولونه وطعمه أعني حرافته وملوحته ومرارته أو تفهه ومن كميته في قلته وكثرته أو من احتباسه أصلا ومن موافقة الأهوية والأطعمة إياه ومخالفتها واضرارها به ومن عظم الرأس وصغره ومن جودة شكله المذكورة في باب العظام وردائته ومن ثقل الرأس وخفته ومن حال ملمس الرأس وحال لونه ولو ن عروقه وما يعرض من القروح والأورام في جلدته ومن حال لون العين وعروقها وسلامتها ومرضها وملمسها خاصة ومن حال النوم واليقضة ومن حال الشعر في كميته أعني قلته وكثرته وغلظه ورقته وكيفيته أعني شكله في جعودته وسبوطته ولونه في سواده وشقرته وصهوبته وسرعة قبوله الشيب وبطئه وفي ثباته على حال الصحة أو زواله عنها بتشققه أو انتثاره أو تمرطه وسائر أحواله ومن حال الرقبة في غلظها ودقتها وسلامتها أو كثرة وقوع الأورام والخنازير فيها وقلتهما وكذلك حال اللهاة واللوزتين والأسنان ومن حال القوى والافعال في الأعضاء العصبانية المشاركة للدماغ وهي مثل الرحم والمعدة والمثانة والاستدلال على المشاركة
(٦)