قليلا فإذا قصر فقد زال السبب المستدعى للتطويل وعادت الأعضاء إلى الحال الطبيعية وكذلك إذا حدث ورم في الجانب المقابل رجى معه الانحلال لما عرفت * وأما علامات انتقال الخناق فهو أن يرى في الورم ضمور وانحلال من غير انفجار إلى خارج مع استراحة ثم يجب ان يتأمل أمر النبض فان صار موجيا عظيما وحدث سعال فهو ذا ينتقل إلى ذات الرئة وان كان النبض متشنجا فهو ينتقل إلى التشنج وان ضعف النبض جدا وصغر وتفاوت وهاج خفقان وانحلت الغريزية وحدث غشي فالمادة منصبة إلى ناحية القلب وان حدث وجع في المعدة وغثيان فقد انصب إلى المعدة وأما علامات الجمع فان يوجد لين قليل مع مجاوزة الرابع وقد يعرض للخناق الذي تظهر حمرته في العنق وناحية الصدر ان تغيب الحمرة وذلك يكون على وجهين اما لرجوع المادة إلى الباطن واما لاستفراغ المادة وإذا كان بسبب استفراغ المادة فهو مرجو ويخف معه النفس الشديد والآخر ردئ وعلامات الدموي منه علامات الدم المعلومة وحمرة اللسان والوجه والعين ووجد ان طعم الدم اما حلاوة أو مثل طعم الشراب الشديد والوجع الشديد التمددي وضيق النفس وعلامات الصفراوي التهاب وحرارة وغم شديد وعطش شديد جدا لذاع ومرارة ويبس وسهر وليس يبلغ تضييقه للنفس مبلغ الواقع من الدم وقد يدل عليه لون اللسان وحرقة الموضع وحدته وكأن في الموضع شيئا حريفا لاذعا ووجع الصفراوي أقل من وجع الدموي وعلامات البلغمي ملوحة أو بورقية مع حرارة لزوجة لان هذا البلغم يكون فاسدا متعفنا وقد يدل عليه بياض لون اللسان والوجه وقلة العطس وقلة الالتهاب وقد يدلع اللسان بالارخاء وقلما يعرض معه ورم في الغدد ويكون الوجع معه قليلا أو معدوما ولا يكون معه حمى وتتطاول مدته إلى أربعين يوما وإذا جاهد صاحبه أمكنه الإساغة وذلك لأنه ينفذ المبلوع في رخاوة وعلامات السوداوي الصلابة وطعم الحموضة والعفوصة وان يعرض قليلا قليلا وربما كان انتقالا من الورم الحار وعلامات الكائن عن يبس الأعضاء المنفسة أيها كانت قلة رطوبة في الفم والانتفاع بالماء الحار في الوقت لما يرطب ويرخى واعلم أنه قد يعرض للانسان وجع راتب سنة أو سنتين في حلقه فيدل على تحجر فضل في نواحي الحلق * (فصل في كلام كلي في معالجات الأورام العارضة في نواحي الحلق والحنجرة والغدد التي تطيف بها واللهاة والغلصمة واللوزتين) يجب أن يستفرغ أول كل شئ من المادة الفاعلة لذلك بالفصد والاسهال وان يجذب المادة إلى الجهة المخالفة ولو بالمحاجم توضع على المواضع البعيدة المقابلة لها وربط الأطراف ربطا مؤلما وان يبتدأ بالأدوية القابضة ممزوجة بما له قليل جلاء كالعسل وأفضلها قشور الجوز ثم برب التوث واعلم أن المبادرة إلى التغرغر بالخل كما يبتدئ ورم اللهاة أو خناق مما يمنع ويردع ويجلب رطوبة كثيرة ويكون معه امتناع ما كاد يحدث ومن هذه الأدوية مثل الشب والعفص والجلنار والرمانين المطبوخين إلى التهري يتخذ منهما العوق ومما ينفع من ذلك حلق اليافوخ ثم طلاؤه بعصارة أفاقيا هذا في الأول ثم يتدرج إلى المنضجات ثم إلى المفتحات القوية حتى إلى درجة النوشادر والعاقرقرحا وما نذكره ومما ينفع في ذلك التعطيس بمثل الكندس والقسط وورق الدفلي والمرزنجوش ومن الأشياء المجربة
(٢٠١)