كأنه باب مؤصد على مخرج الصوت بقدره ولذلك يضر قطعها بالصوت ويهيئ الرئة لقبول البرد والتأذي به والسعال عنه وأما اللوزتان فهما اللحمتان الناتئتان في أصل اللسان إلى فوق كأنهما أذنان صغيرتان وهما لحمتان عصبيتان كغدتين ليكونا أقوى وهما من وجه كأصلين للأذنين والطريق إلى المرئ بينهما ومنفعتهما أن يعبيا الهواء عند رأس القصبة كالخزانة لكيلا يندفع الهواء جملة عند استنشاق القلب فيشرق الحيوان اما الغلصمة فهي لحم صفاقي لاصق بالحنك تحت اللهاة متدل منطبق على رأس القصبة وفوق الغلصمة الفائق وهو عظيم ذو أربعة أضلاع اثنان من فوق واثنان من أسفل وأما القصبة والمرئ فنذكر تشريحهما من بعد * (فصل في أمراض أعضاء الحلق) * قد يعرض في كل واحدة من هذه أمراض المزاج والأورام وانحلال الفرد * (فصل في الطعام الذي يغص به وما يجرى مجراه) * إذا تشب شئ له حجم فيجب أن يبدأ ويلكم العنق وما بين الكتفين ضربا بعد ضرب فان لم يغن أعين بالقئ وربما كان في ذلك خطر * (فصل في الشوك وما يجرى مجراه) * اما الشوك وشظايا العود والعظم وما أشبه ذلك فيجب ان ينظر فان كان الحس يدركه أو كانت الريشة أو عقافة من خيزران أو وتر القوس مثنيا ينله فإنه يدفع به أو يجذب به فان كانت الآلة الناقشة للشوك تناله فالصواب استخراجه به على ما نصف وان فات الحس فيجب ان يتحسى عليه الأحساء المزلقة فان لم ينجع هيج الفواق والقئ بالإصبع والريشة والدواء ومما جرب أن يشرب كل يوم درهم واحد من الحرف المسحوق بالماء الحار ويتقيأ فإنه يقذف بالناشب والأولى أن يتقيأ بعد طعام مالئ وقد يشد خيط قوى بلحم مشروح ويبلع ثم يجذب فيخرج الناشب وكذلك بالتين اليابس المشدود بخيط إذا مضغ قليلا ثم بلع وقد يغرغر برب العنب المطبوخ فيه التين فيبين الناشب عن موضعه وقد يضمد الحلق من خارج بأضمدة فيها انضاج وتفتيح رقيق لينفتح الموضع وتخرج الشوكة أو ما يجرى مجراها بذاتها ومثال هذا الضماد المتخذ من دقيق الشعير بالزيت والماء الفاتر * (فصل في العلق) * انه قد يتفق أن يكون بعض المياه عالقا علقا صغارا خفية يذهل خفاؤها عن التحرز منها فتبلع وربما علقت في ظاهر الحلق وربما علقت في باطن المرئ وربما علقت في المعدة وربما كانت صغيرة لا يبصرها متأمل وقت علوقها وإذا أتى على ذلك وقت يعتد به وامتصت من الدم مقدارا صالحا ربت جثتها وظهر حجمها (علاماته) يعرض لمن علق به العلق غم وكرب ونفث دم وإذا رأيت الصحيح ينفث دما رقيقا أو يقيئه أحيانا فتأمل حال حلقه فربما كانت به علقة (المعالجات) قد يعالج المدرك منه بالبصر بعلاج الاخذ والنزع على ما نصفه وقد يعالج بالأدوية من الغراغر ان كانت بقرب الحلق والبخورات ومنها السعوطات ان كانت مالت إلى الانف وبالمقيئات والمسهلات للديدان وما أشبهها ان كانت وقعت في الغور وفي المعدة وقد يحتال لها بحيل أخرى من ذلك أن ينغمس الانسان في ماء حار أو يقعد في حمام حار وخصوصا على ثوم تناوله ثم لا يزال يكرر أخذ الماء البارد المثلوج في فمه وقتا بعد وقت
(١٩٧)