الأسباب المحركة للصرع التي ذكرناها والسكون والهدء أولى به فان احتيج إلى رياضة بعد الاستفراغ وتنقية البدن اللذين نذكرهما فيجب أن يستعمل لا على الملء رياضة لا تبلغ الاعياء ثم يراح بعدها ويجتهد في أن يكون رأسه منتصبا ولا يدلينه ما أمكن ولا يحركنه كثيرا فيجذب إليه المواد ويجب ان يحرك الأسافل في تحريكه الأعالي ومما يجذب المادة إلى أسفل ذلك البدن متدرجا من فوق إلى أسفل يبتدئ من الصدر وما يليه فيدلكه بخرق خشنة حتى يحمر ثم ينزل بالتدريج إلى الساق ويكون كل ثان أشد من الأول ويكون الرأس في الحالات منتصبا وبعد ذلك يكلفه المشي ويجب أن يريحه في موضع الرياضة ليعود إليه نفسه ويهدأ اضطرابه وانما يفارق موضعه بعد ذلك فإذا جذب المواد كلها إلى أسفل جاز له حينئذ أن يدلك الرأس ويمشطه ليسخنه بذلك ويغير مزاجه ومما ينفعه المحاجم على الرأس والكي عليه تسخينا للدماغ وبعد التنقية والاسهال والإراحة أياما لا بأس أن يدخلوا الحمام وان يضع المحاجم على ما تحت الشراسيف منهم وتسخن رؤوسهم بما عملت وقد يلقم في وقت النوبة كرة تقع بين أسنانه وخصوصا من الشعر لينة ليبقى فمه مفتوحا ويجب أن يبدؤا بالاستفراغ للمادة بحسبها ثم يقصد تنقية الرأس بالغراغر الجاذبة وان كان يعتريه ذلك بأدوار أو يكثر مع كثرة الأخلاط فيستفرغ مع الربيع للاستظهار وليخرج الخلط الذي يغلب عليه على ما سنذكره وان كان لا مانع له من الفصد افتصد فان افتصاده في الربيع وخصوصا من الرجلين مما ينفعه إذا لم يبلغ به تبريد دماغه وعلى ما سنذكره وإذا حان وقت النوبة وتمكنت من تقيئته بريشة مدهونة بدهن السوسن يدخلها فمه وخصوصا ان كان للمعدة في ذلك مدخل ليقذفوا رطوبة انتفعوا بها في الحال وان كان استعمال القئ الكثير ضارا بالصرع الدماغي ومن الوجورات في حال الصرع وغيره حلتيت وجندبيدستر في سكنجبين عسلي ومن النفوخات للصرع شحم الحنظل وقثاء الحمار وعصارته والنوشادر والشونيز ونحوه والكندس والخربق الأبيض والفلفل والزنجبيل والمرو الفربيون والجندبيدستر والاسطوخودس تفاريق ومركبة والحلتيت والزفت والقطران ومن البخورات القاواينا ومن المشمومات السذاب في الصرع وفي وقت الراحة ومما اختاره حنين ثافسيا يعجن بدقيق شعير وخل خمر ويتخذ منه نفاخات ويدام شمها ومن الأشربة السكنجبين العنصلي خاصة يسقاه كل يوم وكذلك شراب الأفسنتين وطبيخ الزوفا بالصعتر أو السكنجبين العنصلي أيضا يسقى بماء حار في الشتاء وفي الصيف بماء بارد * ومن المروخات الجيدة لهم مما قد قيل مخ ساق الجمل بدهن الورد على الأصداغ والشؤن والفقار والصدر وأما تعليق الفاواينا فقد جرب الأوائل منعه للصرع ويشبه ان يكون ذلك بالرومي الرطب أخص ومن الأدوية التي يجب ان تسقى أبدا الغاريقون وأصل الزراوند المدحرج والسيساليوس وسفرديون والفاواينا يسقون منه في كل وقت بالماء وقد استوفق ان يشرب كل يوم نبقة من السادريطوس مرتين غدوا وعند النوم فإنه مما برأ به عالم واستحب له بعضهم ان يسقوا من زبد البحر كل يوم مرتين ومن الجعدة لحاصية في الجعدة والحساء أيضا ومما ينفعهم دواء الأشقيل بهذه الصفة * (ونسخته) * يؤخذ الأشقيل ويجعل في برينة قد كان فيها خل ويشد رأسها بصمام قوى ثم يعلى بجلد نحين ويترك فيه
(٨٤)