اثنين وخمسين يوما * (المقالة الخامسة في أصول عملية في ذلك) * * (فصل في المعالجات لأورام نواحي الصدر والرئة) * من الأمور المشتركة الفصد اما في الابتداء فمن الجانب المخالف أعجله من الصافن المحاذي في الطول وبعده من الباسليق المحاذي في العرض وبعده الأكحل المحاذي في العرض فان لم يظهر فلا يجب أن تترك فصد القيفال وان كان نفعه أقل وأبطأ ثم بعد أيام فمن الجانب الموافق في العرض وقد يحجم على الصدر وبالشرط أيضا حتى يجذب المادة إلى خارج ويقللها خصوصا إذا كان سبق فصد قال جالينوس وان كانت الحمى شديدة جدا فاحذر المسهل واقتصر على الفصد فإنه لاخطر فيه أو خطره أقل وفي الاسهال خطر عظيم فإنه ربما حرك وربما لم يسهل وربما أفرط ويجب أن لا يقربهم المخدرات ما أمكن فإنها تمنع النضج والنفث واما الأغذية فماء الشعير وماء الحنطة وماء طبيخ الخبازي والبقلة اليمانية والملوخية والقرع وماء الباقلي والقشمش إذا لم يكن حرارة مفرطة والزبيب في الأواخر خاصة وما يجري مجرى الأدوية فجميع ما ينقى ويزيل الخشونة ويلين في الدرجة الأولى مثل ماء العناب والبنفسج والخشخاش وأصل السوس ولباب الخيار والقثاء وغيره وبزر الهندبا والسبستان وربما جعل معها لباب حب السفرجل والصمغ والكثيراء وبزر الخشخاش وهذا كله قبل الانفجار وأفضل الجاليات المنقية ماء العسل ان لم يكن ورم في سائر الأحشاء فان كان ورم واستعمل وجب حينئذ أن يصير كالماء بكثرة المزاج والجلاب وماء السكر أوفق منه وبعده ماء الشعير وبعده الشراب الحلو وهو أفضل شراب لأصحاب هذه العلل وخصوصا الأبيض منه فهو أعون على النفث لكنه لا ينبغي أن يشرب في ذات الجنب وفي ذات الرئة الا بعد النضج على أن فيما ذكر عطشا واسخانا قد يتداركان ولا يجب أن يسقى ذلك من كبده أو طحاله عليل وبعد الشراب الحلو الخمر المائي وهو يقوى المعدة أكثر من الماء وفيه تقطيع وتلطيف وأما سقى السكنجبين المتخذ من العسل أو من السكر وقليل خل وإذ مزج بالماء فهو يجمع معاني من التطفية والتنقية فان حمض جدا فإنه اما أن ينفث جدا واما أن يبرد ويلزج جدا فيصير فيه وبال حتى أن ما يقطعه ربما احتاج إلى قوة قوية حتى ينفث فان كان لابد من الحامض فيجب أن يسقى مفترا أو ممزوجا بماء حار قليلا قليلا وأما المعتدل الحموضة فإنه يؤمن هذه الغائلة ويكون مانعا لضرر الحلاوة من التعطيش وإثارة المرة وتوليدها وماء العسل أبلغ في الترطيب وماء الشعير في التقوية وربما احتيج في تعديل الطبيعة إلى أن يعطى الحامض مع دهن اللوز وأما ما يسقونه من الماء اما في الشتاء فالماء الحار وماء السكر وماء العسل الرقيق واما في الصيف فالماء المعتدل ويكره لهم الماء البارد فان اشتد العطش سقوا قليلا أو ممزوجا بجلاب وسكنجبين مبردين فان السكنجبين ينفذ به بسرعة ويدفع مضرته ويسقون عند الانحطاط ماء بميبختج وأما ما يحتاج إليه عند الجمع والانضاج والتفجير وبعده فنحن نفرد له بابا * (فصل في معالجات ذات الجنب) * يجب أن تمنع المادة المتجهة إلى الورم وتمال عنه بالاستفراغ وما يجلب إلى الخلاف ويقرأ ما وصفناه في الباب الذي قبل هذا وربما نعاود
(٢٥١)