الأسنان يسيرا وجب أن يضمد الرأس والعنق والفكان بصوف مغموس في دهن مفتر ويقطر أيضا في أذنه الدهن وقد ذكرنا نحوا من هذا الباب في الكتاب الأول * (فصل في تدبير قلع الأسنان) * انه قد يتأدى أمر السن الوجعة إلى أن لا تقبل علاجا البتة أو تكون كلما سكن ما يؤذيها من الآفة عاد عن قريب ثم تكون مجاورتها لسائر الأسنان مضرة بها يعديها ما بها فلا يوجد إلى استصلاحها سبيل فيكون علاجها القلع وقد يقلع بالكلبتين بعد كشط ما يحيط بأصلها عنها ويجب أن يتأمل قبل القلع فينظر هل العلة في نفس السن فان لم تكن لم يجب ان تقلع فلا تقلعن وذلك حين يكون السبب في اللثة أو في العصبة التي تحت السن فان ذلك وان خفف الوجع قليلا فليس يبطله بل يعود وانما يخففه بما تحلل من المادة في الحال وبما يوصل من الأدوية إليه وفي قلع ما لا يتحرك من الأسنان خطر في أوقات كثيرة فربما كشف عن الفك وعفن جوهر أو هيج وجعا شديدا وربما هيج وجع العين والحمى وإذا علمت أن القلع يعسر ولا يحتمله المريض فليس من الصواب تحرك بشدة فان ذلك مما يزيد في الوجع على أنه يتفق أحيانا أن تكون العلة ليست في السن فإذا زعزعت انحلت المادة التي تحتها وسكن الوجع وقد تقلع بالأدوية والأصوب أن يشرط حوالي السن بمبضع ويستعمل عليه الدواء فمن ذلك أن يؤخذ قشور أصل التوت وعاقر قرحا ويسحق في الشمس بخل ثقيف حتى يصير كالعسل ثم يطلى به أصل السن في اليوم ثلاث مرات أو يسحق العاقر قرحا ويشمس في الخل أربعين يوما ثم يقطر على المشروط ويترك عليه ساعة أو ساعتين وقد درعت الصحيحة موما ثم يجذب فيقلع أو يجعل بدل العاقر قرحا أصول قثاء الحمار أو تطلى بالزرنيخ المربى بالخل فان يرخيه أو يؤخذ بزر الأنجرة وقنة بالسوية أو بزر الأنجرة ومن الكندر وضعفه فيوضع في أصل الضرس وربما أغلى بورق التين فإنه يرخيه ويقلعه بسهولة ودردى الخل نفسه عجيب أو يؤخذ قشور التوت وقشور الكبر والزرنيخ الأصفر والعاقر قرحا والعروق وأصول الحنظل وشبرم ويعجن بماء الشب أو بالخل الثقيف وترك ثلاثة أيام ثم يطلى أو يؤخذ عروق صفر وقشور التوت من كل واحد جزء ومن الزرنيخ الأصفر جزآن يعجن بالعسل ويجعل حوالي الضرس مدة فإنه يقلعه أو يؤخذ أصل القيصوم ولبن اليتوع جزء أو أصل اليتوع جزآن ويوضع عليه وان كانت السن ضعيفة فأذب الشمع مع العسل في الشمس ثم قطر عليه زيتا ومره ليمضغه * (فصل في تفتيت السن المتأكلة وهو كالقلع بلا وجع) * يعجن الدقيق بلبن اليتوع ويوضع عليه ساعات فإنه يفتت ويجب أن يوضع فيه ورق اللبلاب العظيم الحاد وشحم الضفدع الشجري قاطع مفتت وهو الضفدع الأخضر الذي يأوى النبات والشجر ويطفر من شجرة إلى شجرة * (فصل في دود الأسنان) * يؤخذ بزور البنج وبزر كراث من كل واحد أربعة بزر بصل اثنان ونصف يعجن بشحم الماعز دقا ويحبب كل حبة وزن درهم ويبخر منه بحبة مع تغطية الرأس بالقمع * (فصل في سبب صرير الأسنان) * صرير الأسنان في النوم يكون لضعف عضل الفكين
(١٩٢)