ولا تكون العلامات المذكورة فيما سلف قوية كثيرة ونفسه يكون مختلفا يضعف مرة فيتواتر ويعظم أخرى ويكون ميله إلى الصغر والضعف أكثر ويكون مرة كالزفرة واما في قرانيطس الحق فيكون النفس أعظم بل عظيما ويشترك السرسامان في قوة الاختلاط ولكن يفارق السرسام التابع للسرسام الحاق بأنها تتبع في وقتها قوة الحمى وتخفى معه خفة الحمى واما الكائن لخلط في فم المعدة فإنه يحس معه بلذع في فم المعدة وغثيان وعطش ومرارة فم والكائن بسبب أورام أعضاء أخرى فيعلم ما يظهر من أحوالها فإنها ما لم تكن ظاهر ة جلية لم تؤد إلى اختلاط العقل والسرسام البين ليعلم ذلك * (فصل ولنذكر الآن علامات أصناف الحقيقي من السرسام) * فنقول اما الكائن عن الدم فأول علاماته ان عامة عوارضه المذكورة المشتركة تعرض مع الضحك وتعرض له قطرات رعاف ويعظم نفسه وتدمع عينه وترمص ولا يكون السهر الذي يعتريه بذلك المفرط وتكون خشونة اللسان فيه إلى حمرة مائلة إلى السواد ثم يسود ويكون اللسان فيه ثقيلا وربما كسل عن الكلام لقل اللسان وتكون خيالاته التي تتشنج له حمرا وتكون عروق وجهه حمرا وعينه ممتلئة ويعرف له تواتر قعود وقيام من غير حاجة إليهما واما الكائن عن صفراء صحيحة فإنه يسهر كثيرا وتجف معه العينان شديدا جدا ويخشن اللسان شديدا أو يصفر أولا ثم يسود وتشتد الحمى ويكثر الولوع بمسح العينين ويتخيلون أشياء صفرا وتدخل في أخلاقهم سبعية وسوران وحرص على الخصام وكانه في هيئة من يريد ان يقاتل وتدق أنوفهم خصوصا في أطرافها ويعرض لجباههم انجذاب شديد إلى فوق واما الكائن من صفراء محترقة وهو الردئ المهلك فأول علاماته ان عامة عوارضه تعرض مع جنون وضجر ونفس عظيم وعبث وتكون أعينهم كدرة وتشبه صبارا وكانه هو واما علامات انتقاله فان كان ينتقل إلى ليثرغس وذلك أرجى لهم رأيت العين تغور والتغميض يدوم والريق يسيل والنبض يبطئ ويلين واما علامات انتقاله إلى سفاقلوس والروم الدماغي ان تظهر علامة سفاقلوس ويغيب سواد العين ويظهر البياض في الأحيان ويأبى الاضطجاع الا مستلقيا وينتفخ بطنه وتمتد شراسيفه ويكثر اختلاج أعضائه وعلامة انتقاله إلى الدق غؤور العينين وهدوء الحمى وقحل البدن وصغر النبض وصلابته وأما علامات انتقاله إلى التشنج فقد أوردناه في باب التشنج * (فصل في العلاج في أصنافه) * اما المشترك لأصنافه الحقيقية فالفصد من القيفال واخراج دم صالح بل كثير جدا وتبادر إلى ذلك كما تبتدئ الأخلاط ان لم يمنع من ذلك مانع قوى ويجب أن يكون فصده مع احتياط في تعرف حاله من الغشي هل وقع فيه أو قرب منه ويحبس الدم عند القرب من الغشي ويحتال في معرفة ذلك فإنه لا يظهر فيهم حال الإفاقة من حال الغشي ظهورا كثيرا ولكن النبض قد يدل عليه فإنه إذا ارتعش أو انخفض واختلف بلا نظام حتى تجد واحدة عظيمة وأخرى صغيرة دل على قرب الغشي ويجب ان يحتاط في عصب العصابة عليه حتى يكون موثقا لا تحله ركاته واضطراباته والتي لا عقل له معها فبرما حله وأرسله بنفسه بخيال فاسد يستدعيه إليه ثم بعد ذلك يقصد عرق الجبهة ان كانت القوة قوية وأوجبته الحال وقوة المرض واما ان لم تساعد القوة والأحوال على فصده الكلية من يده أو لم يمكنك من يده وأحوجه
(٤٧)