* (علامات ضعف المولود) * ان الجنين إذا ولد ولم تنتفخ سرته وليعطس ولم يتحرك ولم يستهل إلى زمان فإنه ضعيف ولا يعيش * (المقالة الثالثة في الحمل والوضع) * اما مدد التحرك والتخلق والولادة فقد ذكرناها في التشريح وما بعده ويعلم من هناك ان الشهر السابع أول شهر يولد فيه الجنين القوى الخلقة والمزاج الذي أسرع تخلقه وتحركه وأسرع طلبه للخروج وأكثر ما يموت المولود لهذه المدة لأنهم يقاسون حركات شديدة في ضعف من الخلقة فان مثل هذا المولود وان كان قويا في الأصل فهو قريب العهد بالتكون لكن المولود في الثامن هو أكثر المولودين هلاكا وقلما يعيش فان عاش من المولودين لثمانية أشهر واحد فذلك هو النادر جدا وقلما يعيش مولود أنثى لهذه المدة وفي بعض البلاد لا يعيش مولود لثمانية أشهر البتة لأنهم لا يخلو حالهم من أن يكونوا تأخروا في التخلق والتحرك والشوق إلى الولاد إلى هذا الوقت فيدل على أن قوتهم لم تكن قوية في الأصل فان حاولوا حركات التفصي في أول عهد الاستتمام ضعفوا أكثر من ضعف من يحاول التفصي في أول عهد الاستتمام وكانت قوته الأصلية قوية كالمولودين في السابع وان لم يكونوا كذلك بل كانت خلقتهم وحركتهم ونيتهم إلى الشوق إلى الولادة وحركتهم إليه قد تمت قبل ذلك فيكون مثل هذا الجنين قد رام التفصي عن مأواه وانقلب وأحدث انقلابه الذي لم يبلغ به غرضه وصبا وبقى كذلك منقلبا إلى أن تثوب إليه القوة فأعجزه ضعف قوته وعرض له لا محالة ما يعرض للضعف المحاول للحركات المخلصة إذا انبث دون متوجهه اعياء وعجز فيمرض لا محالة ويضعف وتنحل قوته فإذا ولد في مثل تلك الحال كان حكمه حكم المولود المريض الضعيف ومن حكمه أن لا يرجى له الحياة وأما المولود في التاسع فان كانت قد تمت خلقته واشتاق إلى الحركة في السابع ولم يمكنه ان يتفصى بل بقى في الرحم وعرض له في الثامن ما قلناه انتعش في مدة شهر انتعاشا يرد إليه القوة عن انقلابه واستوى إلى أن لا يعود منقلبا واستحكم وتحنك فإذا ولد سلم وإذا لم يكن كذلك بل اشتاق إلى الحركة في ذلك الوقت فحكمه حكم كل ضعيف البتة وأكثر ما يولد في العاشر يكون قد عرض له أن اشتهى الولادة في التاسع فلم يتيسر له وعرض له ما يعرض للمولود في الثامن وقليلا ما يتفق أن يكون ورم الانفصال واقعا في السابع ثم يمتد الانتعاش إلى العاشر حتى يقع له انتعاش تام في العاشر فهذا نادر ومع ذلك فهو دليل على ضعف القوة إذا أخرت التدارك من السابع إلى العاشر * (تدبير كلي للحوامل) * يجب أن يعتنى بتليين طبيعتهن دائما بما يلين باعتدال مثل الاسفيذباجات الدسمة ومثل الشيرخشت ونحوه إذا اعتقلت الطبيعة جدا وان يكلفن الرياضة المعتدلة والمشي الرفيق من غير افراط فان المفرط يسقط وذلك لأنهن يبتلين بما عرض لهن من احتباس الطمث بأن تكثر فيهن الفضول ويجب ان لا يدمن الحمام بل الحمام كالحرام عليهن الا عند الاقراب ويجب ان لا تدهن رؤوسهن فربما عرض من ذلك نزلة فيعرض السعال فيزعزع الجنين ويعده للاسقاط ويجب أن يجتنبن الحركة المفرطة والوثبة والضربة والسقطة والجماع خاصة والامتلاء من الغذاء والغضب ولا يورد عليهن ما يغمهن ويحزنهن ويبعد عنهن
(٥٧٠)