بهواء جذبه إلى ناحية الخلط فإذا تزعزع الهواء كله تحركه عضلات الصدر والحجاب حركه عنيفة وانتفض من داخل إلى خارج حافرا لما هو أبعد من الصدر من اجزائه حفر إلى الخروج كان معونة على النفض والقلع ولأن ذلك يتبعه تزعزع الهواء الذي يليه فيعين القوة الدافعة على إماتة المادة ونفضها والعطاس ضار جدا في أول النزلة والزكام لحاجة الخلط المطلوب فيه النضج إلى السكون وربما كثر في الحميات وما يشبهها كثرة تسقط القوة وتملأ الرأس وربما هيج رعافا شديدا فيجب ان يتعجل في حبسه لكنه يحل الفواق المادي بزعزعته ومن العطاس ما يعرض في ابتداء نوائب الحميات وقد زعمت الهند ولم يعد صوابا أن العاطس أوفق أوضاع رأسه ان يكون امامه حذو صدره غير ملتفت ولا متنكس فلا يلحقه غائلة أو العطاس أنفع الأشياء لتجفيف الرأس إذا كانت المادة اما قليلة مقدورا على نفضها وان لم تنضج أو كانت ريحية فان كانت كثيرة أو كانت بخارية فان العطاس أنفع شئ للامتلاء البخاري في الرأس أو كانت غليظة لكن نضيجة فان كانت أكثر من ذلك فيدل على قوة من الدماغ ولذلك من قرب موته لا يستطيع ان يعطس ومن عطس منهم بالمعطسات فلم يعطس فلا يرجى برؤه البتة وهو مما يعين على نفض الفضول المحتبسة ويسهل الولادة وخروج المشيمة ويسكن ثقل الرأس لكنه ضار لمن في رأسه مادة تحتاج ان تسكن لتنضج وان لا يسخن ما يليها ولا يتحرك خوفا من أن ينجذب إليها غيرها وهو ضار أيضا لمن في صدره مادة كثيرة أو فجة * (فصل في الأدوية المانعة للعطاس) * مما يمنعه التسعط بدهن الورد الطيب ودهن الخلاف شديد التسكين له وقد يمنعه أن يحسى حسوا حارا وتحميم الرأس بماء حار وصب دهن حار في الاذنين والاستلقاء على مرفقة حارة توضع تحت القفا واشتمام التفاح والسويق وكذلك اشتمام الإسفنج البحري مما يقطعه والفكر والاشتغال عنه ربما قطعه واما الصبيان فينتفعون بسيلان الكلية الصحيحة تجعل على النار وتشوى وتؤخذ قبل ان تنضج ويؤخذ سيلانها ويستنشق أو يسعط به ومما ينفعه شدة الصبر عليه فإنه يحبسه وهو علاج كاف للضعف منه ومما يمنعه دلك العين والاذن والأطراف والحنك وقوة الفغر والتحشئ وتحديد النظر إلى فوق والتململ والتقلب وتمريخ العضل بالادهان المرطبة وخصوصا عضل اللحيين والاستغراق في النوم واتقاء الانتباه المباغت والتحرز عن الغبار والدخان * (في الأدوية المعطسات) * هي الخربق الأبيض والجندبيدستر والكندس والفلفل والخردل يجمع أو يؤخذ افرادا ويلصق بريشة في الانف أو يؤخذ عاقرقرحا والسنبل والسك المدخن أي المتخذ دخنه والسذاب البري والصبر ويلطخ كذلك واما المعطسات الخفيفة فالأفيون إذا شم وقضبان الباذروج والزراوند والورد بزغبه وهو مما يعطس المحرورين ولطخ باطن الانف بالدواء المعطس أصوب من نفخه فيه * (فصل في الشئ الذي يقع في الانف) * يعطس صاحبه ببعض الأدوية ويؤخذ على فمه ومنخره الصحيح فإذا عطس خرج منه الشئ وكأن هذا مما سلف ذكره * (فصل في جفاف الانف) * قد يكون لحرارة وقد يكون ليبوسة شديدة وقد يكون لخلط لزج جف فيه وعلاج كل واحد منه ظاهر وأنفع شئ فيه الادهان والعصارات الباردة الرطبة
(١٧٤)