يردان عليه متدرجين إليه وثقب الاذن يؤدى إلى جوبة فيها هواء راكد وسطحها الإنسي مفروش بليف العصب السابع الوارد من الزوج الخامس من أزواج العصب الدماغي وصلب فضل تصليب لئلا يكون ضعيفا منفعلا عن قرع الهواء وكيفيته فإذا تأدى الموج الصوتي إلى ما هناك أدركه السمع وهذه العصبة في أحوال السمع كالجليدية في أحوال الابصار وسائر أعضاء الاذن كسائر ما يطيف بالجليدية من الطبقات والرطوبات التي خلقت لأجل الجليدية ولتخدمها أو تقيها أو تعينها والصماخ كالثقبة العنبية وخلقت الاذن غضروفية فإنها لو خلقت لحمية أو غشائية لم تحفظ شكل التقعير والتعريج الذي فيها ولو خلقت عظمية لتأذت ولآذت في كل صدمة بل جعلت غضروفية لها مع حفظ الشكل لين انعطاف وخلقت الاذن في الجانبين لان المقدم كان أوفق للبصر كما علمت فاشغل بالعين وخلقت تحت قصاص الشعر في الانسان لئلا تكون تحت ستر الشعر وستر اللباس وهذا العضو يعرض له أصناف الأمراض وربما كانت أوجاعها قاتلة وكثيرا ما يعرض من أمراضها حميات صعبة * (فصل في حفظ صحة الاذن) * يجب ان يعتنى بالاذن فتوقى الحر والبرد والرياح والأشياء الغريبة المفرطة لئلا يدخلها شئ من المياه والحيوانات وان ينقى وسخها ثم يجب ان يدام تقطير دهن اللوز المر فيها في كل أسبوع مرة فإنه عجيب ويجب ان يراعى لئلا يتولد فيها أورام وبثور وقروح فإنها مفسدة للاذن وان خيف ان يحدث بها بثور استعمل فيها قطور من شياف ماميثا في خل وفي تقطير شياف ماميثا فيها في كل أسبوع مرة أمان من النوازل ان تنزل إليها ومما يضر الاذن وسائر الحواس التخمة والامتلاء وخصوصا النوم على الامتلاء * (فصل في آفات السمع) * ان آفات السمع كآفات سائر الأفعال وذلك لان آفة كل فعل هو اما ان يبطل الفعل فيكون نظيره ههنا بطلان السمع أو ينقص فيكون نظيره ههنا ان ينقص السمع فلا يستقصى ولا يسمع من بعيد أو يتغير فيكون نظيره ههنا ان يسمع ما ليس مثل ما يعرض في الاذن من الدوي والطنين والصفير واعلم أن آفة السمع اما ان تكون أصلية فيكون صمم أو طرش أو وقر ولأدى واما ان تكون عارضة ومعنى الصمم غير معنى الطرش فان الصمم ان يكون الصماخ قد خلق باطنه أصمم ليس فيه التجويف الباطن الذي ذكرناه الذي هو كالعنبة المشتملة على الهواء الراكد الذي يسمع الصوت بتموجه وأما الطرش والوقر فهو ان لا تبلغ الآفة عدم الحس منها ولا يبعد ان يكون الوقر كالبطلان العام للصمم ولا أن يكون هناك تجويف لكن العصبة ليست تؤدى قوة الحس والطرش كالنقصان من غير بطلان أو ان يتواطأ على العكس في الدلالة والطرش كثيرا ما يعرض عقيب القذف وهو سهل الزوال وفقدان السمع منه مولود طبيعي لا علاج له وكذلك سائر أصناف الوقر والطرش منه مولود طبيعي أيضا لا علاج له ومنه حادث لكنه ان طال عهده فهو مزمن وذلك أيضا قريب من الياس أو عسر العلاج وأما الحادث القريب العهد من الطرش فقد يقبل العلاج وأما أسباب ذلك فقد يكون من مشاركة عضو مثل ما يكون من مشاركة الدماغ أو بعض الأعضاء المجاورة له كما يقع عند أول ثبات الأسنان وكما يقع عند أوجاع الأسنان وقد يكون لآفة خاصة في السمع اما العصبة واما الثقبة اما الآفة في عصب السمع فقد تعرض لجميع أسباب الأمراض المتشابهة
(١٤٩)