التي تفعل بخاصيتها في أورام الخوانيق واللهاة واللوزتين وبالجملة أعضاء الحلق نفعا عظيما أن يؤخذ خيوط وخصوصا مصبوغة بالأرجوان البحري فيخنق بها أفعى ثم يطوق عنق من به هذه الأورام فان ذلك ينفعه نفعا عظيما عجيبا مجاوز القدر المتوقع واللبن من الأدوية الشريفة والانتهاء بما يردع ويلين ويسكن الأوجاع ويجب أن يتأمل في استعمال ما يقبض أو يحلل أو ينضج وينظر إلى حال البدن في لينه وصلابته فتقوى القوى في الصلبة وتلين في اللينة وكذلك يراعى السن والمزاج والزمان والعادة وقد يخص أورام اللهاة واللوزتين واسترخاؤهما القطع ويفرد له بابا ومن وجوه العلاج الغمز على الموضع ومواضعه ثلاثة أحدها عند ما يزول الفقار والثاني في أورام اللهاة واللوزتين المحوجة إلى اشالتها عن سقوطها إلى فوق والثالث في الأورام البلغمية إذا ضيقت المنفذين فاستعن بالغمز على تنقيتها وتلطيفها * (علاج الذبح والخوانيق وكل اختناق من كل سبب) * اما الحار فيجب أن يبدأ فيه بالفصد ولا يخرج الدم الكثير دفعة وخصوصا إذا كانت قد أخذت القوة في الضعف بل يؤخذ عشرة عشرة كل ساعة إلى اليوم الثالث بالتفاريق المتوالية فان لم يكن أخذ في الضعف فيجب أن لا يزال يخرج الدم إلى أن يعرض الغشي في القوى ويجب أن لا ينحى بالتفريق نحو حفظ القوة ودفع الغشي فان الغشي إذا عرض لهم أسقط قوتهم فيجتمع عسر التنفس وسقوط القوة وخصوصا وهم مؤاخذون بتقليل الغذاء اختيارا أو ضرورة لا سيما ان كانت حمى وقد يجب أن يراعى في أمر الفصد شيئا آخر وهو أنه ربما كان سبب غلبة الورم في الخوانيق احتباسا لا سيما من معتاد كدم حيض ودم البواسير وفي مثل ذلك يجب أن يكون الفصد من جانب يجذب إلى الجهة التي وقع عنها الاحتباس مثل ما يجب ههنا من فصد الصافن وحجامة الساق فإذا خرج دم كثير فربما سكن العارض من ساعته وربما احتجت إلى اعادته من غد وبالحقيقة أنه ان احتملت الحال المدافعة بالفصد إلى النضج فذلك أفضل لتبقى القوة في البدن ويقع الاستفراغ من نفس مادة المرض ويقتصر على ارسال متواتر أياما مهموزة عشرين بعشر وزنات دم أو خمس وزنات ويسهل التنفس وكذلك أيضا الغراغر تؤخر ان كان هناك امتلاء وكانت الغراغر تؤلم خوفا من الجذب بل تستعمل الغراغر بعد التنقية ومن الذبح صنف آخر يكون في أقصى الغلصمة فإذا فصد قبل انحطاط العلة انحط إلى المخنق وأكثر ما يعرف به وقت الخناق من الابتداء والتزيد والانتهاء والانحطاط هو من حال الازدراد وتزيد عسره ووقوفه أو انحطاطه وما دام في التزيد ولم يكن ضرورة لم يفصد الفصد البالغ بل يقتصر على ما قلنا وإذا كان الخناق ليس بمشاركة من امتلاء البدن كله بل كانت الفضلة في ناحية الحلق فقط ولم يخش مددا جاز أن لا يفصد بل يبعد عن بدنه أسباب التحلل المحوج إلى البدل الكثير ويمنع الغذاء ليكون بدنه مستعملا لدمه في الاغتذاء وصارفا إياه عن جهة الورم كأنه يغصبها الدم ثم يقبل على التحليل والانضاج وان فصدت ربما لم يحتمل ذلك ولم يكن بد من تغدية وفي التغذية تعذيب وخصوصا حين لا يشبع ولا يؤخر فصد العرق الذي تحت اللسان بل يجب أن يبادر إلى ذلك ولو في اليوم بل ولو في خلل التفاريق المذكورة وخصوصا إذا كانت العروق التي تحت اللسان متمددة وربما احتيج إلى
(٢٠٢)