زيادة بينة وقد جرب هذا الدواء (وصفته) يؤخذ كندر وسعد وفلفل ابيض وزعفران ومر جزأ سواء تعجن بعسل وتتناول كل يوم وزن درهم واحد وجرب أيضا هذا (ونسخته) يؤخذ فلفل كمون جزآن سكر طبرزد ثلاثة اجزاء وجرب أيضا كل يوم على الريق يسقى مثقال فيه من الكندر ثلاثة أرباع ومن الفلفل ربع * وأيضا كمون خمسة فلفل واحد وج اثنين سعد اثنين اهليلج اسود اثنين عسل البلاذر واحد العسل ضعف الجميع ويجب أن يرجع إلى الأدوية المفردة المكتوبة في الكتاب الثاني وموضعها في ألواح علل الرأس ويجب ان يكون مسكن مثله بيتا فيه الضوء وأما الكائن عن أورام الدماغ فيعالج بما قيل في قرانيطس وليثرغس والسبات السهري * (فصل في فساد التخيل) * هو بعينه من الأسباب والعلامات الموصوفة في الأبواب الاخر الا انه في مقدم الدماغ وفساده اما بان يتخيل ما ليس موجودا ويرى أمورا لا وجود لها وذلك لغلبة مرار على مقدم الدماغ أو لغلبة سوء مزاج حار بلا مادة واما ان ينقص التخيل ويضعف عن تخيل الأمور التخيلية ولا يرى الرؤيا والأحلام الا قليلا وينساه وينسى صور المحسوسات كيف كانت ولا يتخيلها ويكون سببه بعينه سبب نقصان الذكر الا أن فساد الذكر انما يكون أكثره عن البرد والرطوبة وأقله عن اليبوسة والامر ههنا بالعكس ولأن هذه الآلة خلقت لينة ليسرع انطباعها بما تتخيله وتلك صلبة ليعسر تخليتها عما انطبع فيها فالأمور تقع فيها بالضد وفساد الذكر يقع في معاني المحسوسات وبسبب تركيبها وفساد التخيل يقع في مثل المحسوسات وأشباحها وهذا يعلم من صناعة أخرى وأدل ما يدل على أن العلة من رطوبة أو يبوسة حال النوم والسهر وحال جفاف العين والأنف ورطوبته وحال لون اللسان ورطوبته أو جفافه وإذا كانت العلة فساد التخيل لا نقصانه فأنت يمكنك ان تتعرف أيضا انه عن سوداء أو صفراء أو مزاج حار مفرد بما قيل وعرف وأما المعالجات فبحسب المعالجات في العلل الماضية الا ان العلاج يجب ان يكون في ناحية مبادي الحس وان احتيج إلى دلوك أو وضع حجامة إلى مقدم الدماغ فاعمل حسب ما تعلم * (فصل في ألمانيا وداء الكلب) * تفسير ألمانيا هو الجنون السبعي وأما داء الكلب فإنه نوع منه يكون مع غضب مختلط بلعب وعبث وايذاء مختلط باستعطاف كما هو من طبع الكلاب واعلم أن المادة الفاعلة للجنون السبعي هو من جوهر المادة الفاعلة للمالنخوليا لان كليهما سوداويان الا أن الفاعل للجنون السبعي سوداء محترق عن صفراء أو عن سوادء وهو أردأ والفاعل للمالنخوليا سوداء طبيعية كثيرة أو احتراقية ولكن عن بلغم أو عن دم عذب وقليلا ما يكون عن بلغم محترق وجنون وان كان يكون عنه المالنخوليا وأكثر ما يكون المالنخوليا انما يكون بحصول المادة السوداوية في الأوعية وأكثر ما يكون ألمانيا انما يكون بحصولها في مقدم الدماغ وجوهره لان وصوله إلى الدماغ كوصول مادة قرانيطس ويكون المالنخوليا مع سوء ظن وفكر فاسد وخوف وسكون ولا يكون فيه اضطراب شديد وأما ألمانيا فكله اضطراب وتوثب وعبث وسبعية ونظر لا يشبه نظر الناس بل أشبه شئ به نظر السباع ويفارق صنفا من قرانيطس يشبهه في جنون صاحبه بان هذه العلة لا يكون معها حمى في أكثر الامر
(٦٣)