* (المقالة الرابعة في علاج القولنج والكلام في ايلاوس وأشياء جزئية من أمراض الأمعاء وأحوالها * (فصل في قانون علاج القولنج) * يجب ان لا يدافع بتدبير القولنج فإنه إذا ظهرت علامات ابتدائه وجب ان يهجر الامتلاء ويبادر إلى التنقية التي بحسبه وان كان عقيب طعام أكله قذفه في الحال وقذف معه ما يجيب من الأخلاط حتى يستنقى والقئ قد يقطع مادة القولنج الرطب والصفراوي فان أفرط حبس بحوابس القئ ومما هو جيد في ذلك أن يجعل في شراب النعناع المتخذ من ماء الرمان شئ من كمون وسماق ومما لا استصوب فيه أن يسارع إلى سقى المسهل من فوق فإنه ربما كانت السدة قوية وكانت أخلاط وبنادق قوية كبيرة فإذا توجه إليها خلط من فوق فربما لم يجد منفذ أو تأدى التدبير إلى خطر عظيم فالواجب أولا أن يبدأ بتحسي الملينات المزلقة مثل مرقة الديك الهرم التي سنصفها بعد بل قد وصفناها في ألواح الأدوية المفردة ثم تستعمل الحقنة الملينة فان كان هناك حمى فبدل ماء الديك ماء الشعير له ليأخذ الأخلاط والبنادق من تحت قليلا قليلا فإذا أحس بان البنادق والاخلاط الغليظة جدا قد خرجت فان وجب سقى شئ من فوق فعل وان أمكن أن ينقى من فوق بالقئ المتواتر فعل وانما تشتد الحاجة إلى السقى من فوق إذا كانت المادة مبدؤها المعدة والأمعاء العليا وعلم أن المعدة كانت ضعيفة وكثيرة الأخلاط ووجد الامتلاء فوق السرة والثقل هناك فان كان كل هذا يستدعى أن يسهل من فوق وكذلك ان عرض القولنج عقيب السحج فالعلاج من فوق أولى وهذا الضرب من القولنج هو الذي ابتداؤه من المعدة والأعالي وأن يكون فيها مادة مستكنة ثم انها ترسل إلى المعي المؤفة مادة بعد مادة فكلما وصلت إليه أعادت الوجع واحتاجت إلى تنقية مبتدأة فإذا شرب المسهل فاما ان يخرجها وريح منها واما ان يحدرها إلى أسفل إلى موضع واحد فتنقيها حقنة واحدة أو أقل عددا مما يحتاج إليه قبل ذلك فإذا لم يجب سقى الدواء من فوق لضرورة بينة فالأحب إلى أن لا يسقى من فوق البتة شئ ويقتصر على الحقن وذلك لان أكثر القولنج يكون سببه خلطا غليظا لحجا لحوجا لا يخرج بتمامه بالمستفرغات وإذا شرب الدواء من فوق استفرغ لا من المعدة والأمعاء وحدهما بل من مواضع أخرى لا حاجة بها إلى الاستفراغ البتة وذلك يورث ضعفا لا محالة فإذا كان هذا ثم كانت الحاجة إلى تنقية المعي داعية إلى حقن كثيرة واستفراغات متواترة ضعفت القوة جدا فبالحري ان يقتصر ما أمكن على الحقن وما يجرى مجراها فإنها ما وجدت في المعي خلطا لم يجذب من مواضع أخرى ولم يستفرغ من سائر الأعضاء استفراغا كثيرا وان كررت الحقنة مرارا كثيرة بحسب لحاج الخلط المولد للوجع لم يكن من الخطر فيه ما يكون إذا استفرغ من فوق بأدوية تجذب من البدن كله وإذا كانت الحقنة لا تخرج شيئا والمادة لم تنضج فتصير ولا تحقن خصوصا بالحقن الحادة فان وقتها بعد النضج على أن الحقن الحادة يخاف منها على القلب والدماغ وكثيرا ما يحقن فلا يسهل بل يصدع ويثير فيجب ان يعان من فوق وربما كان استطلاق من فوق وسدة من أسفل فيحتاج ان يثخن من فوق بالقوابض حتى يصير الجنس واحدا ثم يستفرغ ويجب ان تلين الحقن إذا كانت هناك حمى ويكثر دهنها ليكسر ملوحة الملح
(٤٥٨)