البخورات والشمومات ومثل السعوطات وهي أجسام رطبة تقطر في الانف ومنها النشوقات وهي أجسام رطبة تجتذب إلى الانف بجذب الهواء ومنها نفوخات وهي أشياء يابسة مهيأة تنفخ في الانف ويجب ان تنفخ في الأنبوب وكل من أسعطته شيئا فمن الصواب ان يملا فمه ماء ويؤمر بان يستلقي وينكس رأسه إلى خلف ثم يقطر في أنفه السعوطات ويجب ان ينشق كل ما يجعل في الانف إلى فوق كل التنشق حتى يفعل فعله وكثيرا ما يعقب الأدوية الحادة المقطرة في الانف والمنفوخة فيها لذع شديد في الرأس وربما سكن نفسه وربما احتيج إلى علاج بما يسكن والأصوب ان يكون على الرأس عندما يسعط بشئ حاد حريف خرق مبلولة بماء حار وقد عرق قبله اما بلبن حلب عليه أو دهن صب عليه مثل دهن حب القرع ودهن الورد ودهن الخلاف فإذا فعل السعوط فعله أتبع بتقطير اللبن في الانف مع شئ من الادهان الباردة فإنه نافع * (فصل في آفة الشم) * الشم تدخله الآفة كما تدخل سائر الأفعال فان الشم لا يخلو اما ان يبطل واما ان يضعف واما ان يتغير ويفسد وبطلانه وضعفه على وجهين فاما ان يبطل ويضعف عن حس الطيب والمنتن جميعا أو يبطل ويضعف عن حس أحدهما وفساده وتغيره أيضا على وجهين أحدهما ان يشم روائح خبيثة وان لم تكن موجودة والثاني ان يستطيب روائح غير مستطابة كمن يستطيب رائحة العذرة ويكره المستطابة وسبب هذه الآفات اما سوء مزاج مفرد واما خلط ردئ يكون في مقدم الدماغ والبطنين اللذين فيه أو في نفس الشيئين الشبيهين بحلمتي الثدي واما شدة في العظم المشاشي عن خلط أو عن ريح أو عن ورم وسرطان ونبات لحم زائد أو سدة في الحجاب الذي فوقه وكثيرا ما يكون الكائن عن سوء المزاج المفرد حادثا من أدوية استعملت وقطورات قطرت فسخنت مزاجا أو أخدرت وبردت أو فعل أحد ذلك أهوية مفرطة الكيفية وقد يكون من ضربة أو سقطة تدخل على العظم آفة * (العلامات) * إذا عرض للانسان أن لا يدرك الروائح ووجد ت هناك سيلانا للفضول على العادة فلا سدة في المصفاة وان وجدت امتناع نفوذ النفس في الانف وغنة في الكلام فهناك سدة في نفس الخيشوم وان احتبس السيلان ولم يكن لسوء مزاج الدماغ وقلة فضوله وكان ما دون المصفاة مفتوحا فهناك سدة غائرة وان كان السيلان جاريا على العادة ولا سدة تحت الخيشوم وما يليه فالآفة في الدماغ فتعرف مزاجاته وأفعاله وأحواله مما قد عرفته وكذلك ان كان ضعف في الشم ونقصان واما ان كان يجد ريح عفونة ويستنشق نتنا فالسبب فيه خلط في بعض هذه المواضع عفن يستدل عليه بمثل ما علمت وذا اشتم في الأمراض الحادة روائح غير معتادة ولا معهودة ولا عن شئ ذي رائحة حاضر ومع ذلك يحس رائحة مثل السمك أو الطين المبلول أو السمن وغير ذلك وهناك علامات رديئة فالموت مظل * (المعالجات) * ان كان سببه سوء المزاج فيجب ان يعالج بالضد ويقصد مقدم الدماغ من النطولات والشمومات والنشوقات والأطلية والأضمدة المذكورة في باب معالجات الرأس وأكثر ما يعرض من سوء المزاج هو ان يكون المزاج باردا اما في البطنين المقدمين بكليتهما أو في نفس الحلمتين وأنفع الأدوية لذلك السعوطات
(١٦٢)