الصنارة فيما بين أصابعها وتغرز في أحد المواضع التي ذكرناها حتى تصل إلى شئ فارغ ويغرز بحذائها صنارة أخرى ليكون الجذب مستويا ولا يميل في ناحية ثم يمد ولا يكون المد مستويا بالحذاء فقط بل في الجوانب أيضا كما يكون انتزاع الأسنان وينبغي في خلال ذلك أن يرخى المد ثم تدخل السبابة مدهونة وأصابع كثيرة فيما بين الرحم والجسم الذي قد احتبس وتدار الأصابع حوله فإذا تبع الجنين على ما ينبغي فلتنقل الصنارة الأولى إلى موضع آخر وهكذا تفعل بالصنارات الأخرى حتى يخرج الجنين كله بالجذب فان خرجت يد قبل أختها ولم يمكن ردها لانضغاطها فينبغي ان تلف عليها خرقة لئلا تزلق وتجذب حتى إذا خرجت كلها يقطع من الكف وهكذا تفعل ان خرجت اليدان قبل عضديهما ولم يمكن ردهما وكذلك يفعل بالرجلين إذا لم يتبعهما سائر الجسد يقطعان من الأربية فان كان رأس الجنين كبيرا وعرض له ضغط في الخروج وكان في الرأس ماء مجتمع فيجب أن يدخل فيما بين الأصابع مبضع أو سكين شوكي أو السكين الذي يقطع به بواسير الانف ويشق به الرأس لينصب الماء فيضمر وان لم يكن ماء واحتجت إلى اخراج دماغه فعلت فان كان الجنين عظيم الرأس بالطبع فينبغي أن تشق الجمجمة وتؤخذ بالكلبتين التي تنزع بها الأسنان والعظام وتخرج فان خرج الرأس وانضغط الصدر فليشق بهذه الآلة المواضع التي تلي الترقوة حتى يوصل إلى عظام فارغة فتنصب الرطوبة التي في الصدر وينضم الصدر فان لم ينضم فينبغي حينئذ أن يقطع وتنزع التراقي فإنها إذا انتزعت أجاب حينئذ الصدر وان كان أسفل البطن وارما والجنين ميت أو حي فينبغي ان يفرغ أيضا بما ذكرناه مع ما في جوفه وأما الجنين الذي يخرج على الرجلين فان جذبه يسهل وتسويته إلى فم الرحم يهون وان انضغط عند البطن أو الصدر فينبغي حينئذ ان يجذب بخرقة ويشق على ما وصفنا حتى ينصب ما في داخله فان انتزعت سائر الأعضاء وارتجع الرأس واحتبس فلتدخل اليد اليسرى ويطلب بها الرأس ويخرج الأصابع إلى فم الرحم ثم تدخل فيه صنارة أو صنارتين من التي يجذب بها الجنين ويجذب وان كان فم الرحم قد انضم لورم حار عرض له فلا ينبغي ان يعنف به بل ينبغي حينئذ ان يستعمل صب الأشياء الدسمة كثيرا والترطيب والجلوس في الأبزن واستعمال الأضمدة لينفتح فم الرحم وينتزع الرأس كما قلنا وأما ما يخرج من الأجنة على جانب فان أمكن ان يسوى فليستعمل المذاهب التي ذكرناها وان لم يمكن ذلك فليقطع الجنين داخلا وينبغي بعد استعمال هذه الأشياء استعمال أنواع العلاج للأورام الحارة التي تحدث للرحم فان عرض نزف دم عولج بما قيل في بابه * (فصل في تدبير الحوامل بعد الاسقاط) * إذا أسقطت المرأة الجنين فينبغي أن تدخن بالمقل والزوفا والحرمل وعلك البطم والصعتر والخردل الأبيض ليسيل الدم ولا يغلظ هناك فيحتبس ولا يرجع فيؤذى * (فصل في اخراج المشيمة) * أما الحيلة في اخراج المشيمة التي تستعمل فيه من غير دواء فان تعطس بشئ من المعطسات ثم تمسك المنخرين والفم كظما فيتوتر البطن ويتمدد ويزلق المشيمة وإذا ظهرت المشيمة فلتمدد قليلا قليلا برفق لا عنف فيه لئلا تتقطع فان خفت الانقطاع فشد ما تناله اليد بفخذ المرأة شدا معتدلا واشتغل بالتعطيس وإذا أبطأ سقوط المشيمة فلا تمدها
(٥٧٧)