جزآن أشج ثلاثة أجزاء يعجن بعسل ويستعمل وينفع منه فصد عرق الماقين ان لم يكن مانع حسب ما تعلم ذلك * (فصل في الجهر وهو ان لا يرى نهارا) * فنقول سبب الجهر وهو ان لا يبصر بالنهار رقة الروح وقلته جدا فيتحلل مع ضوء الشمس ويجتمع في الظلمة وربما كان سبب الجهر قليلا فيرى في الظلمة والظل ليلا ونهارا ويضعف في الضوء وعلاجه من الزيادة في الترطيب وتغليظ الدم ما تعلم * (فصل في الخيالات) * الخيالات هي ألوان يحس امام البصر كأنها مبثوثة في الجو والسبب فيها وقوف شئ غير شفاف ما بين الجليدية وبين المبصرات وذاك الشئ اما ان يكون مما لا يدرك مثله في العادة أصلا وانما يدركه القوى البصر الخارج عن العادة ادراكا واما ان يكون مما تدركه الابصار إذا توسطت وان لم تكن في غاية الذكاء بل كانت على مجرى العادة ومعنى الأول ان البصر إذا قويا أدرك الضعيف الخفي من الأمور التي تطير في الهواء قرب البصر من الهباءات التي لا يخلو منها الجو وغيره فتلوح له ولقربها أو لضوئها لا يحققها وكذلك إذا كانت في الباطن من آثار الأبخرة القليلة التي لا يخلو عنها مزاج وطبع البتة الا ان هذين يخفيان على الابصار ليست التي في غاية الذكاء وانما يتخيلان لمن هو شديد حدة البصر جدا وهذا مما لا ينسب إلى مضرة واما القسم الآخر فاما ان يكون في الطبقات واما ان يكون في الرطوبات والذي يكون في الطبقات فهو ان يكون على الطبقة القرنية آثار خفية جدا قد بقيت عن الجدري أو عن رمد وبثور أو غير ذلك فلا يظهر للعين من خارج ويظهر للعين من باطن من حيث لا يشف المكان الذي هو فيه فيخفى تحته من المحسوس ومن الهواء الشاف أجزاء ترى كثيرة بمقدار ما لو كانت بالحقيقة موجودة من خارج لكان ذلك الجزء الصغير قدر شجها من الثقبة العنبية وأما التي تكون في الرطوبات فهي على قسمين لأنها اما ان تكون قد استحال إليها جوهر الرطوبة نفسه أو تكون قد وردت على جوهر الرطوبة مما هو خارج عنها والتي تكون قد استحال إليها جوهر الرطوبة نفسه فاما ان يعرض لجزء منها سوء مزاج يغير لونها ويزيل شفيفها فلا يشف ذلك القدر منها لبرد أو لرطوبة أو لحرارة يغلى ذلك القدر ويثير فيه هوائية ومن شأن الوائية إذا خالطت الرقيقة الشفافة ان تجعلها كثيفة اللون زبدية غير شافة أو ليبوسة مكثفة جماعة جدا والذي يكون الوارد عليها منه هو من غيره فلا يخلو اما ان يكون عرضيا غير متمكن وهو من جنس البخارات التي تتصعد من البدن كله أو من المعدة أو من الدماغ إذا كانت لطيفة تحصل وتتحلل كما يكون في البحرانات وبعد القئ وبعد الغضب واما ن يتمكن فيها وينذر بالماء وتختلف هذه الخيالات في مقاديرها فتكون صغيرة وكبيرة وقد تختلف في قوامها فتكون كثيفة ورقيقة خفية وقد تختلف في أوضاعها فتكون متخلخلة وقد تكون متكاثفة ضبابية وقد تختلف في أشكالها فتكون حبيبية وتكون بقية وذبابية وقد تكون خيطية وشعرية بالطول * (العلامات) * علامة ما يكون من ذكاء الحس ان يكون خفيفا ليس على نهج واحد وشكل واحد ويصحب الانسان مدة صحة بصره من غير خلل يتبعه والذي يكون بسبب القرنية تدل عليه أسبابه المذكورة وان يثبت مدة لا يتزايد ولا يؤدى إلى ضرر في البصر غيره والذي يكون من سبب في البيضية فان تكون مدته طويلة ولم يؤد إلى آفة عظيمة ويكون اما عقيب رمد حار
(١٤٢)