المنفعة وإذا غرقوا في السبات مددت شعور رؤوسهم وتنفف بعضها وتضع على أقفائهم عند النقرة محاجم كثيرة بنار من غير شرط وربما احتجت إلى شرط عندما كان محتاجا إلى استفراغ دم وإذا غذوت أحدا منهم غذوته بمثل ماء الترمس وماء الحمص مع ماء الكشك وإذا غذوته فأقبل على غمز أطرافه ساعات لئلا ينجذب البخار إلى فوق فان احتجت لطول العلة ان تسقيه مسهلا وخاصة إذا ظهر به ارتعاش سقيته ثلثي مثقال جندبيدستر مع قليل سقمونيا أقل من دانق فان خفت افراطا في الحمى اجتنب السقمونيا واقتصر على جندبيدستر وعلى تبديل المزاج دون الاستفراغ وأولى الاستفراغات به ما يكون بالحقن فان اضطررت إلى غيرها سقيت أيارج فيقرى وزن درهم مع ربع درهم شحم الحنظل وثلث درهم هليلج ودانق مصطكى ان لم تكن الحمى شديدة الحرارة وكنت على ثقة من أنه يسهل فان لم تثق بذلك فحمله حمولا أو شيافة ليتعاون السببان على ذلك ثم نبهه وكلفه ان يتكلف البراز وإذا عرض له نسيان البراز والبول نطلت الحالبين والبطن بالمياه المطبوخ فيها بابونج وإكليل الملك وبنفسج وأصول السوسن وغمزت المثانة ليبول ثم إذا انتبهت العلة استعملت الأراجيح والحمل ثم الرياضة اليسيرة وتدبير الناقهين حسب ما أنت تعلم ذلك * (فصل في الماء داخل القحف) * انه قد تجتمع رطوبات مائية داخل القحف وخارجه فان كان خارج القحف دل عليه ما سنذكره عن قريب وان كان داخل القحف وموضعه فوق الغشاء الصلب أحس بثقل داخل وعسر معه تغميض العين فلا يمكن وترطبت العين جدا ودمعت دائما وشخصت ولا حيلة في مثله * (فصل في الأورام الخارجة من القحف والماء خارج القحف من الرأس وعطاس الصبيان) * قد يعرض في الحجب التي من خارج الرأس أورام حارة وباردة وقد يعرض وخصوصا للصبيان علة هي اجتماع الماء في الرأس وقد يعرض للكبار أيضا هذه العلة وهذه العلة هي رطوبات تحتبس بين القحف وبين الجلد أو بين الحجابين الخارجين مائية فيعرض انخفاض في ذلك الموضع من الرأس وبكاء وسهر أما الصبيان فيعرض لهم ذلك في أكثر الامر إذا أخطأت القابلة فغمزت الرأس ففرقته وفتحت أفواه العروق وسال إلى ما تحت الجلد دم مائي وقد يكون أخلاط أخرى غير الرطوبات المائية فان كان لون الجلد بحاله وكان متعاليا متغمزا مندفعا فهو الماء في الرأس وان كان اللون متغيرا واللمس مخالفا وثم قوة وامتناع على الدفع أو يحس بلذع ووجع فهو ورم من خارج القحف وأما في الصبيان وغيرهم إذا كان في رؤوسهم ماء وأكثر ما يكون هذا للصبيان فيجب أن يتعرف هل هو كثير وهل هو مندفع من خارج إلى داخل إذا قهر فإن كان كذلك فلا يعالج وان كان قليلا ومستمسكا بين الجلد والقحف فاستعمل اما شقا واحدا في العرض واما ان كان كثيرا شقين متقاطعين أو ثلاثة شقوق متقاطعة ان كان أكثر وتفرغ ما فيه ثم تشد وتربط وتجعل عليه الشراب والزيت إلى ثلاثة أيام ثم تحل الرباط وتعالج بالمراهم والفتل ان احتجت إليها أو بالخيط والدرزان كفى ذلك ولم تحتج إلى مراهم وان أبطأ نبات اللحم فقد أمروا بان يجرد العظم جردا خفيفا ينبت اللحم وان كان الماء قليلا جدا كفاك ان تحل الخلط المانع بالأضمدة وأما الأورام الحارة فأنت تعرف حارها وباردها باللمس
(٥٢)