الهضم خفة وان كان تاما الا انه مثقل وكانت المعدة تمسك الطعام امساك من به رعشة لبعض الأثقال فهو يشتهى ان تفارقه كان الهضم دون ذلك ولم يكن جشاء وقراقر وان لم يكن احتواء كان ضعف هضم وقراقر وجشاء وربما أدى إلى ضعف الهضم واستحالة الغذاء إلى البلغم والى اقشعرار وبرد الأطراف وابهام نوبة الحمى لكن النبض لا يكون النبض الكائن في أوائل نوبات الحمى وقد يكون ضعف الهضم بسبب تخم وامتلاء متقادم وقد قيل في كتاب الموت السريع ان من كانت به تخم وابطاء هضم فظهر على عينيه بثر اسود يشبه الحمص واحمر بعضه أو اخضر فإنه يبتدئ عند ذلك باختلاط العقل ثم يموت في السابع عشر ومن أسباب ضعف الهضم أو بطلانه الغم كما أن من أسباب جودة الهضم السرور * (المعالجات) * إذا كان ضعف الهضم عارضا عن سبب خفيف أو امتلاء متقادم كثير فقد يكفي فيه إطالة النوم وترك الرياضة والصياح والحمام واستعمال القئ بالماء الفاتر وتلطيف التدبير فان كان أعظم من ذلك وكان يعقب تناول الطعام لذع وغثيان وجشاء يؤدى طعم الغذاء فيجب ان تكون التنقية بسقي الماء الفاتر أكثر مرارا ولا يزال يكرر حتى يتقيأ جميع ما فسد ثم يصب على رأسه دهن ويكمد بطنه وجنباه بخرق مسخنة وتدلك أطرافه بالزيت ودهن الورد ويصب عليها ماء فاتر ويرسم له طول النوم ويمنع الطعام يومه ذلك فان أصبح من الغد نشيطا قويا أدخله الحمام والا أعيد إلى النوم والتدبير اللطيف القليل الخفيف والتنويم ثلاثة أيام على الولاء إلى أن تصير معدته إلى حالها وربما افتقر إلى الاسهال والفلفل من أعون الأدوية على الهضم والنوم كله معين على الهضم لكن النوم على اليسار شديد المعونة على ذلك بسبب اشتمال الكبد على المعدة واما النوم على اليمين فسبب لسرعة انحدار الطعام لان نصبه المعدة يوجب ذلك واعلم أن اعتناق صبي كاد يراهق طول الليل من أعون الأشياء على الهضم ويجب ان لا يعرق عليه فان العرق يبرد فيمنع فائدة الاستدفاء بحرارته الغريزية ويجب ان لا يكون معه من النفس ريبة فان الريبة وحركة الشهوة تشوش حركات القوى الغاذية ومن الناس من يعتنق جرو كلب أو سنور اسود ذكر واما ضعف الهضم الكائن بسبب حرارة مع مادة فمما ينفع منه السكنجبين السفرجلي والأغذية القابضة الحامضة الهلامية والقريصية وما يشبهها من البواردووزون درهمين سفوف متخذ من عشرة ورد وثلاثة طباشير وخمسة كزبرة يابسة تسقى بماء الرمان أو في السكنجبين السفرجلي فإنه نافع جدا * (فصل في دلائل ضعف الهضم) * اما الخفيف منه فيدل عليه ثقل وقليل تمدد وبقاء من الطعام في المعدة أطول من العادة واما القوى فيدل عليه الجشاء الذي يؤدى طعم الطعام بعد حين والقراقر والغثيان وتقلب النفس واما البالغ فإنه لا يتغير الطعام تغيرا يعتد به أصلا مثل ان تكون البرودة أفرطت جدا والطعام إذا لم ينهضم الا بطيئا نزل بطيئا الا ان يكون سبب محرك للقوة الدافعة من لذع أو ثقل أو كيفية أخرى مضادة وعلامة ما يكون بسبب المزاج ما قد علمت وأن يكون الاحتواء رعشا غير قوى والشوق إلى نزول الطعام والتشوق إلى الجشاء من غير حدوث قراقر وجشاء متواتر وفواق ونفخة تستدعى ذلك أو قبل ان تكون حدثت بعد وعلامة ما يكون السبب فيه نزولا قبل الوقت لين البراز ونتنه وقلة درء الكبد والبدن منه
(٣٢٤)