وتهشيش وانضاج مثل دقيق الحنطة والكتان مع شراب العسل أو ماء الحلبة والخطمي أو البابونج فان حدس انه ليس يتحلل بل يقيح فالواجب أن يخرج القيح اما بتحليل لطيف ان أمكن أو عنيف ولو بشرط ومص ومما يخرج القيح منه بعد البط أو الشرط دواء اسميلون ومما هو موافق في هذه العلة لجذبه وتحليله ولخاصية فيه بعر الغم بشحم الإوز أو الدجاج ومن ذلك نورة وكعك وشحم البقر الغير المملح واما المزمن فيحتاج إلى رماد الصدف والودع مع العسل أو مع شحم عتيق أو يؤخذ التين ويطبخ بماء البحر أو يستعمل الأشق وحده أو مع غيره وكذلك الزفت الرطب والمقل بوسخ الكوائر والميعة السائلة ومخ الإبل فان صارت خنازير ونبتت فيتخذ مرهم من هذه العناصر (ونسخته) علك البطم وزفت وحب الدهمست وميويزج وصمغ عربي وكمون وفلفل وأصل اللوف وقنه وكزبرة وقردمانا ورماد قشور وأصل الكبر وعاقرقرحا وبعر الغنم والماعز والشحوم وخصوصا شحم الخنزير والماعز والتيوس الجبلية خصوصا للسوداوي وكذلك أدمغة الدجاج والقبج والبقر ومخاخ البقر وخصوصا لوحشية والأدهان أما لما هو أسخن مادة فدهن الورد والبنفسج ولما هو أبرد مادة دهن السوسن والشبث والبابونج والخروع وينفع من هذه الأورام إذا عسرت مرهم الريتيانج.
* (فصل في هرب الاذن من الأصوات العظيمة) * يكون السبب فيه ضعف في القوة النفسانية في الدماغ أو الفائضة إلى السمع ولابد من علاج الدماغ بما يقويه على ما علمت * (الفن الخامس في أحوال الانف وهو مقالتان) * * (المقالة الأولى في الشم وآفاته والسيلانات) * * (فصل في تشريح الانف) * تشريح الانف يشتمل على تشريح عظامه وغضروفه والعضل المحركة لطرفيه وذلك مما فرغ منه ومجرياه ينفذان إلى المصفاة الموضوعة تحت الجسمين المشبهين بحلمتي الثدي والحجاب الدماغي هناك أيضا يثقب ثقبا بإزاء ثقبة من المصفاة لينفذ فيها الريح ويؤدى ولكل مجرى ينفذ إلى الحلق وتشريح الآلة التي بها يقع الشم وتلك هي الزائدتان الحلميتان اللتان في مقدم الدماغ ويستمدان من البطنين المقدمين من الدماغ وكذلك تتصفى الفضول في تلك الثقبة ومن طريقها ينال الدماغ والزائدتان الناتئتان منه الرائحة ينشق الهواء والدماغ نفسه يتنفس ليحفظ الحار الغريزي فيه فيربو ويأزر كالنابض وقد يربو عند الصياح وعند اختناق الهواء والروح إلى فوق وفي أقصى الانف مجريان إلى الماقين ولذلك يذاق طعم الكحل بنزوله إلى اللسان وأما كيفية الشم فقد ذكرت في باب القوى واما ان الرائحة تكون في الهواء بانفعال منه أو تأدية أو بسبب بخار يتحلل فدلك إلى الفيلسوف وليقبل الطبيب ان الشم قد يكون في الأصل باستحالة ما من الهواء على سبيل التأدية ثم يعينه سطوع البخار من ذي الرائحة وإذ قد ذكرنا تشريح الانف ومنفعته والعضل المحركة لمنخريه فيما سلف فالواجب علينا الآن أن نذكر أمراضه وأسبابها وعلاماتها ومعالجاتها * (فصل في كيفية طرق استعمال الأدوية للأنف) * اعلم أن معالجات الانف منها ما لا يختص بان يكون من طريق الانف مثل الغراغر والأطلية على الرأس ومنها ما يختص به مثل