السبب فان كان السبب معينا من امتلاء من دم أو غيره استفرغ وربما كفى تسكين حركتها وتقطير لبن وبياض بيض وغير ذلك فيها فان كان التكدر من ضربة قطر في العين دم حار من ريش حمام وغيره أو من دم نفسه وربما كفى تكميد بإسفنجة أو صوفة مغموسة بمطبوخ أو دهن ورد وطبيخ العدس أو يقطر فيها لبن النساء من الثدي حارا فان لم ينجح ذلك فطبيخ الحلبة والشياف الأبيض والذي يعرض من برد فينفعه الحمام وان لم يكن صار رمدا وورما ولم يكن الرأس والبدن ممتلئين وينفع منه التكميد بطبيخ البابونج والشراب اللطيف بعد ثلاث ساعات من الطعام والنوم الطويل على الشراب من علاجاته النافعة كان من الشمس أو من البرد أو من غيره وما كان من الرمد سببه الجرب ثم كان خفيفا فليحك الجرب أولا ثم يعالج الرمد وربما زال بعد حك الجرب من تلقاء نفسه فان كان عظيما لا يحتمل مقارنة تدبير الحك استعمل الرفق والتليين والتنقية حتى ينقاد ويحتمل المقارنة بينه وبين تدبير الحك * (فصل في العلاج المشترك في أصناف الرمد وانصباب النوازل إلى العين) * القانون المشترك في تدبير الرمد المادي وسائر أمراض العين المادية تقليل الغذاء وتخفيفه واختيار ما يولد خلطا محمودا واجتناب كل مبخر واجتناب كل سوء هضم واجتناب الجماع والحركة وتدهين الرأس والشراب واجتناب الحامض والمالح والحريف وإدامة لين الطبيعة والفصد من القيفال فإنه يوافق جميع أنواعه ويجب أن لا يقع بصر الرمد على البياض وعلى الشعاع بل يكون ما يفرش له ويطيف به اسود واخضر ويعلق على وجهه خرقة سوداء تلوح لعينه والأسود في حال المرض والاسمانجوني في حال الصحة ويجب أن يكون البيت الذي يسكنه إلى الظلمة ويجب أن يجلب إليه النوم فإنه علاج جيد ويجب أن لا يترك العشر يطول فإنه ضار بالرمد جدا الا أن يكون الشعر مرسلا في الأصل فإنه يقع من حيث يجفف الرطوبات جذبا إلى غذائها وإذا كان البدن نقيا والخلط الفاعل للرمد ناشئا في العروق ومن جنس الدم الغليظ وخصوصا في آخر الرمد فان الاستحمام ليرقق المادة وشرب الشراب الصرف ليزعجها ويخرجها نافعان والحمام بعد الاستفراغ أفضل علاج للرمد وخصوصا إذا كان التكميد يسكن الوجع ومما يجب ان يدبر في الرمد سائر أمراض العين المادية هو اعلاء الوسادة والحذر من طأطأته ويجب أن يبعد الدهن من رأس الأرمد فإنه شديد المضرة له واما تقطير الدهن ولو كان دهن الورد في الاذن فعظيم المضرة جدا وربما عظم الرمد حتى يضيق وان كانت المادة منبعثة من عضو فينبغي أن يستفرغ من ذلك العضو ويجذب إلى ضد الجهة بأي شئ كان بفصد وحقنة وغير ذلك وربما لم يغن الفصد من القيفال واحتيج إلى فصد شريان الصدغ أو الاذن لينقطع الطريق الذي منه تأتى المادة وذلك إذا كانت المادة تأتى العين من الشرايين الخارجة وإذا أريد سل هذه الشرايين فيجب أن يحلق الرأس ويتأمل أي تلك الصغار أعظم وأنبض وأسخن فيقطع ويبالغ في استئصاله ان كان مما يسيل وهي الصغار دون الكبار وربما سل الذي على الصدغ ويجب أن يخزم أولا ثم يقطع بعد أن يختار ما سلف ذكره من أن يكون ما يبتر أو يقطع أعظم الصغار وأسخنها ويجب قبل البتر ان يشد ما دونه بخيط إبريسم شدا شديدا طويلا ويترك الشد عليه ثم يقطع ما وراء فإذا عفن جاز ان يبان الشد
(١١٥)