يدل على رطوبة مقدم الدماغ وعظم عروق العين يدل على سخونة الدماغ في الجوهر وسيلان الدمع لغير سبب ظاهر يدل في الأمراض الحارة على اشتعال الدماغ وأورامها وخصوصا إذا سالت من إحدى العينين وإذا أخذ يغشى الحدقة رمص كنسج العنكبوت ثم يجتمع فهو قريب وقت الموت والعين التي تبقى مفتوحة لا تطرف كما قد يكون في فرانيطس وأحيانا في ليثرغس ويكون ويكون أيضا في فرانيطس عند انحلال القوة يدل على آفة عظيمة في الدماغ والكثيرة الطرف تدل على اشتعال وحرارة وجنون واللازمة ينظرها موضعا واحدا وهي المبرسمة تدل على وسواس ومالنخوليا وقد يستدل من حركاتها على أوهام الدماغ من اعتقادات الغضب والغم والخوف والعشق والجحوظ يدل على الأورام أو امتلاء أوعية الدماغ والصغر والغور يدل على التحلل الكثير من جوهر الدماغ كما يعرض في السهر والقطرب والعشق وان اختلفت هيآتها في ذلك كما سنفصله في موضعه وكذلك قد يدل على حمرة الدماغ وقوبا فيه * وأما المأخوذة من حال اللسان فمثل ان اللسان كثيرا ما يدل بلونه على حال الدماغ كما يدل ببياضه على ليثرغس وبصفرته أولا واسوداده ثانيا على فرانيطس وكما يدل بغلبة الصفرة عليه واخضرار العروق التي تحته على مصروعية صاحبه وليس الاستدلال بلون اللسان كالاستدلال بلون العين فان ذلك شديد الاختصاص بالدماغ وأما لون اللسان فقد يستدل به على أحوال المعدة لكنه إذا علم أن في الدماغ آفة لم يبعد الاستدلال به وأما المأخوذ من الوجه فأما من لونه فأنت تعلم دلالة الألوان على الأمزجة وأما من سمنه وهزاله فان سمنه وحمرته يدل على غلبة الدم وهزاله مع الصفرة يدل على غلبة الصفراء وهزاله مع الكمودة يدل على غلبة اليبس السوداوي والتهيج يدل على غلبة الدم والمائية بعد أن تكون هذه أحوالا عارضة ليست أصلبة وبعد أن يعلم أن لا علة في البدن تغير السخنة الا في جانب من الدماغ وأما المأخوذة من حال الرقبة فإنها ان كانت قوية غليظة دلت على قوة من قوى الدماغ ووفوره وان كانت قصيرة دقيقة فبالضد وان كانت مهيأة لقبول خنازير وأورام فالسبب في ذلك ليس ضعفا فيها ولا إذا أخلت عن ذلك فالسبب فيه قوة لها بل السبب في ذلك ضعف القوة الهاضمة التي في الدماغ لشئ من أنواع المزاج الذي تذكره وقوة من القوة الدافعة فان نواحي العنق قابلة لما يدفعه الدماغ باللحم الرخو الغددي الذي فيها وكذلك حال الدلائل المأخوذة من حال اللهاة واللوزتين والأسنان أيضا وأما المأخوذة من حال الأعضاء العصبانية الباطنة فذلك من طريق احكام المشاركة فإنها من الواجب أن تشارك الدماغ والنخاع كما إذا دامت الآفات عليها جلبت إلى الدماغ النوع من المرض الذي بها أو ربما أحدث بها ذلك من الدماغ فالأعصاب إذا قويت وغلظت وقويت مسالكها التي تتحلق عليها دلت على قوة الدماغ ودل ضد ذلك على ضدها * (فصل في الاستدلال من المشاركات لأعضاء يشاركها الدماغ ويقرب منها) * إذا كانت الأعضاء المشاركة للدماغ قوية فالدماغ قوى وان كانت كثيرة الآفات لا لأسباب ظاهرة تصل إليها فان الدماغ ضعيف أو مؤف وربما كانت تلك الآفات في الأعضاء الأخرى بمشاركة آفة الدماغ مثل ما ينفق أن لا ينهض المريض لبول أو براز محتاج إليه لعدم الحس كما يتفق في ليثرغس وفي السبات السهري ونحوه أو لثقل الحركة عليه كما فيهما وفي فرانيطس
(١٤)