الغشي وخصوصا إذا كانت أخلاطا باردة فان ذلك ضار لها جدا فان حدث ضرر من استعمال المخدرات فاستعمل الجندبيدستر بعد ذلك وحده وقد يتخذ أقراص من جندبيدستر تسحق بالغاثم يلقى عليه الأفيون سحقا ثم يتخذ منه أقراص بشراب صرف وان كان هناك قرحة مؤلمة جدا فاستعمل الحضض والأفيون باللبن أو يؤخذ عشرون لوزة مقشرة وأفيون وبورق كندر من كل واحد درهم ونصف وستة دراهم زعفران وقنة ومر من كل واحد درهم ونصف يجمع ويسحق بخل ثقيف ويجفف وعند الحاجة يبل بدهن الورد ويقطر فان كان هناك مدة فبدل الخل خمر أو عسل أو سكنجبين وغير ذلك من الأدوية حسب ما بيناه * (فصل في الدوي والطنين والصفير) * هذه الحال هي صوت لا يزال الانسان يسمعه من غير سبب خارج وقياسه إلى السمع قياس الخيالات والظلم التي يبصرها الانسان من غير سبب من خارج إلى العين ولما كان الصوت سببه تموج يعرض في الهواء يتأدى إلى الحاسة فيجب أن يكون في هذا العرض الذي نتكلم فيه من الدوي والطنين حركة من الهواء وإذ ليس ذلك الهواء هواء خارجا فهو الهواء الداخل والهواء الداخل هو البخار المصبوب في التجاويف وهذا التموج اما أن يكون خفيا لا يكاد يعرى عنه البخار المصبوب في البطون أو يكون أكثر من ذلك فان كان خفيا ومن الجنس الذي يعسر الخلو عنه فإذا كان يعرض في بعض الأبدان أن يسمع عن مثله دوي وطنين ولا يعرض في بعضها فذلك اما لسبب ذكاء الحس في بعضها دون بعض على قياس ما قلناه في تخيل الخيالات أو لضعفه فينفعل عن أدنى تموج كما يصيب الضعيف برد عن أدنى برد وحر عن أدنى حر وأصناف الضعف هو ما علمته من أصناف سوء المزاج وان كان فوق الخفي وفوق ما يختلف فيه القوى والضعيف فسببه وجود محرك للبخار مموج له فوق التحريك والتموج المعتاد والمموج للبخار اما ريح متولدة في ناحية الرأس المتحركة فيه أو نشيش من الصديد الذي ربما تولد فيه وغليان من القيح في نواحيه أو حركة من الدود الحادث كثيرا في مجاريه والسبب السابق لهذه الأسباب اما اضطراب يغلى أخلاط البدن كله كما يكون في الحميات وفي ابتداء نوائب الحميات واما امتلاء مفرط في البدن أو خاصة في الرأس كما يكون عقيب السكر الكثير واما اضطراب ينحو نحو الدماغ خاصة كما يكون عقيب القئ العنيف وكما يكون عقيب صدمة أو ضربة وقد يكون ذلك لا بسبب اضطراب الحركة بل بسبب مادة لزجة تتحلل ريحا يسيرا فيدوم ذلك وقد يكون لشدة الخوى وذلك أيضا لاضطراب يقع في الرطوبات المبثوثة في البدن الساكنة فيه إذا لم تجد الطبيعة غذاء فأقيلت عليها تحللها وتحركها وربما حدث الدوي والطنين عقيب أدوية من شأنها أن تحبس الأخلاط والرياح في نواحي الدماغ وسبب هذا الدوي ربما كان في الاذن نفسها وربما كان لمشاركة المعدة وأعضاء أخرى ترسل هذه الرياح إليها * (العلامات) * أما المواصل الدائم منه فالسبب فيه مستكن في الرأس فان كان يسكن ثم يهيج بحسب امتلاء أو خوى أو حركة وعند اشتداد حر أو برد فهو بمشاركة ثم هيئة الصوت تدل عليه فإنه يكون تارة كأنه صوت شئ يغلى إلى فوق وأكثره بمشاركة البدن أو المعدة أو كأنه صوت شئ يدور على نفسه وكحفيف الشجر فذلك يدل على استكان ريح فان كان هناك حمى ووجع أدى إلى قشعريرة دل على اجتماع قيح وإذا كان تكونه على سبيل تولد بعد تولد خفى
(١٥٥)