العروق ثم إلى البدن ومن الخطأ أن يدر حيث ينبغي أن يسهل وهو أن تكون المادة في التقعير أو بسهل حيث ينبغي أن يدر وهو أن تكون المادة في الحدبة والأدوية الكبدية يجب أن ينعم سحقها ويجب أن تكون لطيفة الجوهر ليصل إليها كانت حارة أو باردة أو قابضة والملطفات من شأنها أن تحد الدم وان كانت تفتح فيجب أن يراعى ذلك ومثل ماء الأصول من جملة مفتحاتها وملطفاتها قد تولد في الكبد أخلاطا مختلفة غير مناسبة فيجب إذا تواتر سقيها يومين أو ثلاثة ان يتبع بشئ ملين للطبيعة وأما الادرار فماء الأصول نفسه يفعل وجميع أنواع الهندبا وخصوصا المرة التي تضرب إلى الحرارة نافعة من آلام الكبد أما للمحرورين فبالسكنجبين وأما للمبرودين فبماء العسل وكبد الذئب نافع بالخاصية ولحوم الحلزونات كذلك نافع * (فصل في الأشياء الضارة للكبد) * اعلم أن ادخال الطعام على الطعام وإساءة ترتيبه من أضر الأشياء بالكبد والشرب للماء البارد دفعة على الريق وفي أثر الحمام والجماع والرياضة وربما أدى إلى تبريد شديد للكبد لحرص الكبد الملتهبة على الامتياز السريع والكثير منه ربما أدى إلى الاستسقاء ويجب في مثل هذه الحال أن تمزجه بشراب ولا تبرده شديدا ولا تغب منه غبا بل تمصه قليلا قليلا واللزوجات كلها تضر بالكبد من جهة ما يورث السدد والحنطة من جملة ما فيه لزوجة بالقياس إلى الكبد وليس فيها ذلك بالقياس إلى ما بعد الكبد من الأعضاء إذا انهضمت في الكبد وليس كل حنطة هكذا بل القلة والشراب الحلو يحدث في الكبد سددا وهو نفسه يجلوا ما في الصدر والسبب فيه أن الشراب الحلو ينجذب إلى الكبد غير مدرج بحب الكبد له من حيث هو حلو ونفوذه من حيث هو شراب فلا يلبث قدر ما يتميز التفل منه لبث سائر الأشياء الغليظة بل يرد على الكبد بغلظه ويجد المسلك إليها مهيأ لان طرق ما بين المعدة والكبد واسعة بالقياس إلى ما يتجه إليها من العروق المبثوثة في الكبد ثم إذا حصل في الكبد لم يلبث قدر التميز والهضم بل يندفع اللطيف في العروق الضيقة هناك لسرعة نفوذه وخلف الرسوب لضيق مسلكه واما في الرئة فالامر بالخلاف لأنه يرد عليها الشراب الحلو وقد يصفى اما من طريق منافذ المرئ على سبيل الرشح من منافذ ضيقة إلى واسعة واما من طريق الأجوف وقد خلف القفل فما بعده وهو صاف ودار في منافذ ضيقة إلى واسعة فيصفى مرة أخرى وكذلك سائر الأحوال الأخرى لا يوجد له بالقياس إلى الرئة * (فصل في الأشياء الموافقة للكبد) * ينفع من الأدوية كل ما فيه مرارة يفتح بها أو قوة أخرى تفتح بها مع قبض يقوى به وعطرية تناسب جوهر الروح وتمنع العفونة كالدارصيني وفقاح الإذخر والمر ونحوه وما فيه غسل وجلاء وتنقية للصديد الردئ إذا لم يبلغ في الارخاء مبالغة الغسل وما فيه انضاج وتليين وخصوصا مع قبض وتقوية كالزعفران وما هو مع ذلك لذيذ كالزبيب وسريع النفوذ كالشراب الريحاني لأكثر الأكباد التي ليس بها حرارة شديدة وإذا جمع الدواء إلى الخواص المذكورة اللذة فبالحري أن يكون صديقا للكبد حبيبا إليها كالزبيب والتين والبندق وأن يكون بالغ النفع فان كان غير قابل للفساد والعفونة فهو أبلغ والطرحشقوق والهندبا البستاني والبري ويوافقانها جدا وينفعان من المرض
(٣٥٥)