ويعقبه شدة انضمام فم الرحم حتى لا يدخله المرود وكذلك ارتفاعه إلى فوق وقدام وتقلصه من غير صلابة ومن شدة يبس تلك الناحية ويحتبس الطمث فلا تطمث إلى حين أو تطمث قليلا ويحدث وجع قليل فيما بين السرة والقبل وربما عسر البول ويعرض لها ان تكره الجماع بعد ذلك وتبغضه فإذا جومعت لم تنزل وحدث بها عند الجماع وجع تحت السرة وغثيان والحبلى بالذكر أشد بغضا للجماع من الحبلى بالأنثى فإنها ربما لم تكره الجماع ثم ما يعقبه من كرب وكسل وثقل بدن وخبث نفس وقليل غثيان وجشاء حامض وقشعريرة وصداع ودوار وظلمة عين وخفقان ثم تهيج شهوات رديئة بعد شهر أو شهرين ويصفر بياض عينها ويخضر وربما غارت عينها واسترخى جفنها ويحتد نظرها وتصفر حدقتها ويغلظ بياضها ولم يصفر في الأكثر ولابد من تغير لون وحدوث آثار خارجة عن الطبيعة وان كانت في حمل الذكر أقل وفي حمل الأنثى أكثر وربما سكن الحبل أوجاع الظهر والورك بتسخينه للرحم فإذا وضعت عاد وربما تغير بدنها عما كان عليه فانبسط واصفرت عليه عروقه واخضرت وفي أكثر الأحوال يعرض للحبالى ان تسترخي أبدانهن في الابتداء لاحتباس الطمث وزيادة ما يحبس منه على ما يحتاج إليه الجنين لصغره وضعفه عن التغذي ثم إذا عظم الجنين يغتذي بذلك الفضل فانتعش وسكنت أعراض احتباسه فإذا علقت الجارية ولم تبلغ بعد خمسة عشر سنة خيف عليها الموت لصغر الرحم وكذلك حال من يصيبها من الكبار منهن حمى حادة فتقتل من جهة ما تورث من سوء المزاج للجنين وهو ضعيف لا يحتمله ومن جهة ان غذاءه يفسد مزاجه ومن جهة ان الام إذا لم تغتذ ضعف الجنين وان اغتذى ضعفت هي وكذلك إذا عرض في رحمها ورم حار فان كان فلغمونيا فربما رجى معه في الأقل خلاص الجنين والام والماشر اردئ جدا وقد يعرف الحبل بتجارب منها ان تسقى المرأة ماء العسل عند النوم أوقيتين بمثله ماء المطر ممزوجا وتنظر هل يمغص أم لا والعلة فيه احتباس النفخ بمشاركة المعي على أن الأطباء يتعجبون من هذا وهو مجرب صحيح الا في المعتادات لشرب ذلك وأيضا تكلف الصوم يوما وعند المساء تزمل في ثياب وتتدخن على إجانة مثقوبة وقمع ببخور فان خرج الدخان والرائحة من الفم والأنف فليس بها حبل وكذلك مجرب على الخواء احتمال الثومة والنوم عليها وهل تجد ريحها وطعمها في الفم أم لا وما قلناه في باب الاذكار والايناث من تجربة احتمال الزراوند بالعسل وبول الحبالى في أول الحال اصفر إلى زرقة كان في وسطه قطنا منفوشا وقد يدل على الحبل بول صافي القوام عليه شئ كالضباب وخصوصا إذا كان فيه مثل الحب يصعد وينزل وأما في آخر الحبل فقد يظهر في قواريرهن حمرة بدل ما كان في أول الحبل زرقة وإذا حركت قارورة الحبلى فتكدرت فهو آخر الحبل وان لم يتكدر فهو أول الحبل * (فصل في سبب الاذكار والايناث) * ان سبب الاذكار هو منى الذكر وحرارته وغزارته وموافقة الجماع في وقت طهرها ودرور المني من اليمين فهو أسخن وأثخن قواما ويأخذ من الكلية اليمنى وهي أسخن وارفع وأقرب إلى الكبد وكذلك إذا وقع في يمنى الرحم وكذلك منى المرأة في خواصه وفي جهته والبلد البارد والفصل البارد والريح الشمالية تعين على الاذكار والضد على الضد وكذلك سن الشباب دون الصبا والشيخوخة وقال بعضهم انه ان جرى من يمين الرجل
(٥٦٧)