الصرف الناري ومن الردئ جدا الأبيض اللزج المستدير وأردأ الجميع الأسود وخصوصا المنتن منه والأصفر خير من الأسود ومن الغليظ المدخرج المستدير وهذا المستدير خير من الأحمر وان كان رديئا ودليلا على غلظ المادة واستيلاء الحرارة وينذر بطول من المرض يؤل إلى سل وذبول والأحمر خير من الأصفر لان الدم الطبيعي وهو الأحمر والبلغم المعتدل ألين جانبا من الأصفر الأكال المحرق والأخضر يدل على جمود أو على احتراق شديد ولا يزيل حكم رداءة النفث في جوهر مسهولة خروجه والمنتن ردئ وانتفاث أمثال هذه الرديئة يكون للكثرة لا للنضج وكل نفث لا يسكن معه الأذى فليس بجيد ومن عادتهم انهم يسمون الساذج الذي لا يخالطه شئ غريب نضيج أو شئ من الدم أو شئ من الصفراء أو السوداء بزاقا ولا يسمونه نفثا ومثل هذا إذا دام ولم يختلط به شئ ولم يعرض له حال يدل على أن الأخلاط هو داء ينضج فإنه يدل على طول العلة وإذا كان مع عدم النضج رديئا دل على الهلاك وبالجملة فان النفث يدل بلونه ويدل بقوامه من غلظه ورقته ويدل بشكله من استدارته وغير استدارته ويدل بمقداره في كثرته وقلته والنفث المالح يدل على نزلة أكالة ونفث الخلط الغليظ بل القيح قد يكون لا يكون بسبب قروح الرئة بل بسبب رطوبة صدرية تتحلب من أبدان من جاوز الثلاثين إلى الخمسين وترك الرياضة فيجتمع في فضاء الصدر وينتفث ويقع به الاستسقاء في مدة أربعين يوما إلى ستين ولا يكون به كبير باس * (فصل في بحرانات ذات الجنب) * وإذا نفث في اليوم الأول شيئا رقيقا غير نضيج فيتوقع أن ينضج في الرابع ويتحرز في السابع فان لم ينضج في الرابع أو كان ابتداء النفث ليس من اليوم الأول فبحرانه في الحادي عشر أو الرابع عشر فان لم ينفث إلى ما بعد الرابع ثم نفث وفيه نضج ما فالامر متوسط وان لم يكن فيه نضج فالعلة تطول مع رجاء وخصوصا إذا كانت هناك علامات جيدة من القوة والشهوة والنبض وأما إذا لم ينفث إلى السابع أنفث بلا نضج البتة بل انما هو خلط ساذج فان وجدت القوة ضعيفة علمت أنها لا تنضج الا بعد زمان فإنها بحور قبل ذلك ولا تجاوز الرابع عشر وربما هلك قبله لان بحران مثل هذا إلى أربعين وستين والطبيعة الضعيفة لا تمتد سالمة إلى ذلك الوقت وان وجدت القوة قوية ورأيت الشهوتين معتدلتين محمودتين ورأيت النوم والنفس على ما ينبغي ورأيت البول نضيجا جيدا رجوت أن يجاوز الرابع عشر ثم يموت في الأكثر بعدها وكل هذا إذا كانت المادة التي توجب العلة حادة وبالجملة فان أطول بحران الخفيف منه أربعة عشر يوما وربما امتد إلى عشرين وقد زعم جالينوس انه ربما استسقى بالنفث إلى ثلاثين يوما وصادف به بحران بحرانا تاما وقد قلنا ان النفث الساذج البزاقي يدل على طول العلة وقد يتفق أن يكون توقع البحران لوقت فيعرض دليل يجعله أقرب أو دليل فيجعله أبعد مثلا إذا كان النفث والأحوال تدل على أن البحران يكون في الرابع عشر فيظهر بعد السابع نفث أسود وخصوصا في يوم ردئ كالثامن فإنه يدل على أن البحران الردئ يتقدم وان ظهر بدل ذلك دليل جيد يدل على نضج محمود دل على أن البحران الردئ يتأخر والجيد يتقدم * (فصل في ذات الرئة) * ذات الرئة ورم حار في الرئة وقد يقع ابتداء وقد يتبع حدوث نوازل
(٢٤٥)