وقد ذكرنا أطلية ونطولات مشتركة وخاصة بالشقيقة في الاقرباذين فيستعمل ذلك وإذا استعملت الأطلية وكنت قد استفرغت البدن ونقيته فتقدم بتمريخ عضل الصدغ في جهة الوجع بأصابعك وبمنديل خشن عند وقت الدور ثم اطل وإذا احتجت إلى التخدير واشتد الوجع الضرباني فقد ينتفع أن يطلى على الشريان في الصدغ الذي يلي الموضع بافيون مع الانزروت والقوابض وان يشد الآنك أو خشبة مهندمة عليه لتمنع من النبض القوى المحدث للوجع الضرباني كما قد بينا فيما سلف من القانون وفي الكي وقد ذكر بعض المتقدمين علاجا للشقيقة المزمنة مجربا نافعا مأخوذا من امرأة وذلك أن يطبخ أصول قثاء الحمار وافسنتين في ماء وزيت حتى يتهريا ثم تنطل شق الألم بالماء والزيت حارين وتضمد بالثفل وكان كلما استعمل هذا أبرأ الشقيقة كانت بحمى أو بغير حمى وليس من الأضمدة كضماد الخردل وإذا طالت العلة ضمدت بثافسيا وقشور أصل الكبر والعنصل والفربيون مسحوقة منخولة معجونة بشراب ريحاني فإنه علاج عظيم النفع منها ومما ينتفعون به ان يبتدؤا فيدخلوا الحمام ويكثروا الاكباب على الماء الحار ثم يسعطوا بدهن الفستق فان ذلك يحدر الوجع إلى الكتفين من ساعته والتقط النسخ المكتوبة في الاقراباذين والمفردات الموردة في ألواح المفردة * (المقالة الثالثة في أورام الرأس وتفرق اتصالاته) * * (فصل في قرانيطس وهو السرسام الحار) * يقال قرانيطس للورم الحار في حجاب الدماغ الرقيق أو الغليظ دون جرمه وان كان جرمه قد يعرض له ورم وليس كما ظن بعض المتطببين ان الدماغ لا يرم بنفسه محتجابان ما كان لينا كالدماغ أو صلبا كالعظام فإنه لا يتمدد وما لا يتمدد فإنه لا يرم فان هذا الكلام خطأ وذلك لان اللين اللزج يتمدد والعظام أيضا ترم وقد أقر به جالينوس وسنبين القول فيه في باب الأسنان بل نقول ان كل ما يغتذى فإنه يتمدد ويزداد بالغذاء وكذلك يجوز ان يتمدد ويزداد بالفضل وذلك هو الورم ولكنه وان كان الدماغ قد يتورم فان قرانيطس والسرسام اسم مخصوص بورم حجاب الدماغ إذا كان حارا وان كان في بعض المواضع قد أطلق أيضا على ورم جوهر الدماغ وهو الاستعمال الخاص لهذا الاسم الا انه منقول من اسم العرض الذي يلزمه وهو الهذيان واختلاط العقل مع حرارة محرقة فالاسم العامي واقع على هذا العرض والصناعي على هذا الورم وهذا النقل شبيه بنقل اسم العرض وهو النسيان إلى مرض يوجبه ويقتضيه وهو السرسام البارد وإذا استعمل السرسام بالاستعمال العامي دخل فيه السرسام الدماغي وهو هذا ومن الناس ممن لا يعرف اللغات بحسب ان البرسام اسم لهذا الورم وان السرسام أخف منه وليس ذلك بشئ فان البرسام هو فارسي والبر هو الصدر والسام هو الورم والسرسام أيضا هو فارسي والسر هو الرأس والسام هو الورم والمرض والسرسام الكائن في الحميات والكائن لأخلاط في فم المعدة محرقة والذي ربما كان لأورام في نواحي الرأس خارجه أو في الغشاء الخارج والسرسام الكائن مع السرسام وهو الذي يكون بمشاركة الحجاب وأورامه وسائر عضلات الصدر والكائن في ورم المثانة والرحم والمعدة والاشتراك الواقع في هذا الاسم تختلف أوصاف المصنفين له كما تختلف أوصاف المصنفين للينرعش الذي هو السرسام البارد الذي يسمى النسيان لكن السرسام الحقيقي بحسب الاستعمال الصناعي هو ما قلناه وربما ورم
(٤٤)