في نواحي الرأس والمعدة والكبد وبياضه قد يدل على برد فم المعدة والكبد وبلغمية الرأس وربما دل على اليرقان وان كان لون البدن بالخلاف وطعمه يدل الغالب من الأخلاط على البدن كله أو على المعدة والرأس وقد يستدل عليه من جهة رطوبته ويبوسته واليبوسة تحس على وجهين أحدهما مع صفاء سطح اللسان وهذا هو اليبوسة الحقيقية والثاني مع سيلان خلط غروي لزج عليه قد جففه الحر وهذا لا يدل على يبوسة في جوهره بل على رطوبة لزجة تجتمع عليه اما من نزلة واما من أبخرة غليظة ثخينة وهذا مما يغلط فيه الأطباء إذا تعرفوا من المريض حال جفاف الفم فلم يميزوا بين الضرب الذي قبله وبينه والخشونة تتبع الجفاف والملاسة تتبع الرطوبة وقد يستدل على اللسان من حال حركته عند الكلام ومن حال ضموره وخفته ومن حال غلظه حتى ينعض كل وقت وتثقل حركته عند الكلام فيدل على امتلاء من دم أو رطوبة وقد يستدل عليه من الأورام والبثور التي تعرض فيه وأنت يمكنك أن تبسط وجوه الاستدلالات من هذا المأخذ بعد إحاطتك بأصول كلية سلفت وجزئية تليها واللسان قد يألم بانفراده وقد يألم بمشاركة الدماغ أو المعدة ولما كانت عصبة اللسان متصلة بعده أعصاب لم يخل اما ان تكون تلك الأعصاب مواتية لها في الحركة لا تعاوقها وتواتيها فيكون حال أصحاء الكلام واما ان تعاوقها ولا تواتيها بسهولة فيكون التمتمة ونحو ذلك وربما وقعت التمتمة من الحبسة بسبب ان العصبة تستقى القوة من عصب آخر فيتحبس إلى أن يتجه * (في معالجات اللسان) * قد تكون معالجته بمشاركة مع رأس أو معدة بما يصلحها مما علمت كلا في بابه وقد تكون معالجته معالجة خاصة بالمشروبات المستفرغة بالاسهال وهي أنفع من المقيئة والمبدلة للمزاج أو القابضة أو المحللة المقطعة الملطفة التي إذا شربت تأدت قوتها إليه وأولى ما يشرب أمثالها ان يشرب بعد الطعام وقد يعالج بالمضمضات وبالدلوكات وبالغراغر وبالأدهان تمسك في الفم وبالحبوب الممسكية في الفم المتخذة من العقاقير التي لها القوى المذكورة بحسب الحاجة والأجود أن تتخذ مفرطحة ويجب ان يحترس في استعمال أدوية الفم واللسان إذا كانت من جنس ما يضر الحلق والرئة كيلا يتحلب شئ من سيلاناتها إليها * (فصل في فساد الذوق) * الآفة تدخل في الذوق على الوجوه الثلاثة المعلومة وكل ذلك قد يكون بمشاركة وقد يكون لمرض خاص من سوء مزاج أو مرض آلى أو مشترك فيستدل عليه بما أشرنا إليه * (العلاج) * علاجه ان كان بمشاركة فان تتعرف حال الدماغ فتصلحه بما عرفناكه في باب علل الدماغ أو حال المعدة وان كان من غير مشاركة اشتغل باللسان نفسه وإذا كان السبب امتلاء وخلطا رديئا فيجب ان يستفرغ فان كان حادا استفرغ بمثل أيارج فيقرا وحب القوقايا أو حبوب متخذة من السقمونيا وشحم الحنظل والملح النفطي وان كان خلطا غليظا فيجب ان يستفرغ بالأيارجات ويستعمل الغراغر المذكورة في باب استرخاء اللسان ويطعم صاحبه الأغذية الحريفة كالبصل والخردل والثوم والخل * (فصل في استرخاء اللسان وثقله والخلل الداخل في الكلام) * استرخاء اللسان من جملة أصناف الاسترخاء المذكورة فيما سلف والسبب المعلوم وقد يكون من رطوبة دموية مائية وقد يكون
(١٧٦)