ومن المجربات الجيدة أن يطلى نواحي الصدر والجانب الأيمن بالصندلين المحكوك بالماورد مع قليل من الطين المختوم فإنه نافع جدا * (الفن الحادي عشر في أحوال القلب وهو مقالتان) * * (المقالة الأولى في مبادئ أصول لذلك) * * (فصل في تشريح القلب) * اما القلب فإنه مخلوق من لحم قوى ليكون أبعد من الآفات منتسج فيه أصناف من الليف قوية شديدة الاختلاف الطويل الجذاب والعريض الدفاع والمورب الماسك ليكون له أصناف من الحركات وقدر خلقته بمقدار الكفاية لئلا يكون فضل وعظم منه منابت الشرايين ومتعلق الرباط وعرضا ليكون في المنبت وقاية لنابت وجعل هذا الجزء منه على حربة ليكون بعيدا عن الاتكاء على عظام الصدر فلا يؤذيه مماستها ودقق منه الطرف الآخر كالمجموع إلى نقطه ليكون ما يبتلى بمماسة العظام أقل اجزائه وصلب ذلك الجزء منه فضل صلابة ليكون المبتلى بتلك الملاقاة أحكم ودرج الشكل إلى الصنوبرية ليحسن هندام السفل والفوق ولا يكون فيه فضل وأودع في غلاف حصيف جدا هو وان كان من جنس الأغشية فلا يوجد غشاء يدانيه في الثخن ليكون له جنة ووقاية ويرى جرمه من ذلك الغلاف بقدر الا عند أصله وحيث ينبت الشريان ليكون له ان ينبسط فيه من غير اختناق وعند أصله عضوا كالأساس يشبه الغضروف قليلا ليكون قاعدة وثيقة لحلقه وفيه ثلاثة بطون بطنان كثيران وبطن كالوسط ليكون له مستودع غذاء يغتذي به كثيف قوى يشاكل جوهره ومعدن روح يتولد فيه عن دم لطيف ومجرى بينهما وذلك المجرى يتسع فيه عند تعرض القلب وينضم عند تطوله وقاعدة البطن الأيسر أرفع وقاعدة البطن الأيمن انزل بكثير والعروق الضوارب وهي الشرايين خلقت الا واحدة منها ذات صفاقين وأصلبهما المستبطن إذ هو الملاقى للضربان ولحركة جوهر الروح القوية المقصود صيانته واحرازه وتقويته ومنبت الشرايين هو من التجويف الأيسر من تجويفي القلب لان الأيمن أقرب إلى الكبد فوجب أن يجعل مشغولا بجذب الغذاء واستعماله ولما كان البطن الأيمن من القلب يحوي غليظا ثقيلا والأيسر يحوي دقيقا خفيفا عدل الجانبان بترقيق البطن الذي يحوي الغليظ وخصوصا إذا أمن التحلل بالترشيح والتفشي بل جعل وعاء الأدق أضيق وأعدل في الوسط وله زائدتان على فوهتي مدخل مادتي الدم والنسيم إلى القلب كالأذنين عصبيتان يكونان متعصبتين مسترخيتين وادام القلب منقبضا فإذا انبسط توترتا وأعانتا على حصر ما يحتوي عليه إلى داخل فهما كخزانتين يقبلان عن الأوعية ثم يرسلانه إلى القلب بقدر وأدقتا ليكون أحوى وأحسن إجابة إلى الانقباض وصلبتا ليكون أبعد عن الانفعال والقلب يغتذي مع قواه الطبيعية بانبساط فيجذب الدم إلى داخل كما يجذب الهواء وقد وضع القلب في الوسط من الصدر لأنه أعدل موضع وأميل يسيرا إلى اليسار ليبعد عن الكبد فيكون للكبد مكان واسع واما الطحال فنازل عنه وبعيد وفي انزاله منفعة سنذكرها ولأن توسيع القلب المكان للكبد أولى من توسيعه للطحال لان الكبد أشرف ومما قصد في إمالة القلب عن الكبد أن لا
(٢٦١)