في الارخاء * (في تدبير المزاج البارد الرطب) * يستعمل من الأغذية والأدوية ما فيه حرارة وقبض وتلطيف ونشف وان كان هناك مادة استفرغتها بمثل ماء الأصول القوى ومثل الكاكنج ومثل أيارج اركاغانيس استفراغا باللطف ولطف التدبير وسخنه وليكن غذاؤه من اللحمان الخفيفة بالأبازير والشراب القوى الرقيق الصرف القليل واستعمل المعاجين الكبار على ما يوجبه الوقت والحال واستعمل الأضمدة المحللة من خارج * (فصل في صغر الكبد) * الكبد تصغر في بعض الناس وربما كانت كالكلية صغرة ويتبع صغرها ان الانسان إذا تناول حاجته من الغذاء لم تسعه الكبد وأرسلت المعدة إليها ما تضيق عنه فأحدث ذلك سددا وآلاما ثقيلة ممددة وأوهن قوة الكبد في أفعالها لانضغاط قوتها الفاعلة تحت قوة المنفعل الوارد عليها فاختل أحوال الهضم والجذب والامساك والتمييز والدفع وربما لزم من ذلك ذوب واختلاف لان أكثر الكيموس لا ينجذب صفوه إلى الكبد * (العلامات) * قد يدل عليه ان يحدث عند الكبد سدد ورياح كثيرة ويثقل عليها الغذاء المعتدل القدر ويضعف البدن لحاجته إلى غذاء أكثر ويدوم ضعف الهضم ويكثر حدوث السدد والأورام ومما يؤكده قصر الأصابع في الخلقة وقد كان الانسان لا يزرأ بدنه من الطعام شيئا ولا يصعد إليه شئ يغتذيه فحدس جالينوس انه ممنو لصغر الكبد وضيق مجاريها فدبره بتدبير مثله * (المعالجات) * تدبير هؤلاء المداواة بالأغذية القليلة الحجم الكثيرة الغذاء السريعة النفاذ وان تتناول متفرقة في مرات وان تستعمل الأدوية المدرة والمسهلة المنقية للكبد والملطفة والمفتحة * (المقالة الثانية في ضعف الكبد وسددها وجميع ما يتعلق بأوجاعها) * * (فصل في ضعف الكبد) * قال جالينوس المكبود هو الذي في أفعاله ضعف من غير أمر ظاهر من ورم أو دبيلة لكن ضعف الكبد في الحقيقة يتبع أمراض الكبد وذلك اما لسوء مزاج مفرد بلا مادة أو مع مادة مبدة وأمن الكبد نفسها أو من الأعضاء الأخرى التي بينها وبينها مجاورة مثل المرارة إذا صارت لا تجذب الصفراء أو الطحال إذا صار لا يجذب السوداء أو الكلية أو المثانة إذا كانتا لا يجذبان المائية أو الرحم لشدة النزف فتبرد الكبد أو لشدة احتباس الطمث فيفسد له دم الكبد أو المعدة إذا لم ينفذ إليها كيموسا جيد الهضم بل كان بعثها كيموسا ضعيف الهضم أو فاسده أو بسبب الأمعاء إذا ألمت وإذا كثر فيها خلط لزج فأحدث بينها وبين المرارة سدة فلا تفصل المرارة عن الكبد وبقيت ممتلئة فلم تقبل ما يتميز إليها من الدم وهذا كثيرا ما يحدث في القولنج أو بسبب مشاركة الأعضاء الصدرية أو من البدن كله كما يكون في الحميات وقد يكون لا لسبب سوء المزاج وحده بل لورم دموي أو حمرة أو صلابة أو سرطان أو ترهل أو قرحة أو شق أو عفونة تعرض للكبد وضعف الكبد الكلى يجمع ضعف جميع قواها وربما لم يكن الضعف كليا بل كان بحسب قوة من قواه الأربع وأكثر ما تضعف الجاذبة والهاضمة من البرد والرطوبة وتضعف الماسكة من الرطوبة والدافعة من اليبس * (العلامات) * ان اللون من الأشياء التي تدل في أكثر الامر على أحوال الكبد فان المكبود في أكثر الامر إلى صفرة وبياض وربما ضرب إلى خضرة وكمودة كما ذكرنا في دلائل الأمزجة
(٣٦٠)