ويستعمل كذلك اطيوس الآمدي يعجن بمرارة الأفعى بالعسل ويكتحل به جيد جدا أقول قد جرب ناس محصلون مرارة الأفعى فلم يفعل فعل السموم البتة وهذه التجربة مما ينقص وجوب الاحتراز منها وأيضا هذا الدواء مجرب جيد * (ونسخته) * يؤخذ عصارة الحب المنسوب إلى جزيرة فنقدس وكمادريوس وبسد من كل واحد مثقال يعجن بماء الرازيانج وأما التدبير بالقدح فيجب ان يتقدم قبله بتنقية البدن والرأس خاصة ويفصد ان كان يحتاج إليه ثم يراعى ان لا يكون المقدوح مصدوعا فيخاف ان يحدث في الطبقات ورم أو مبتلى بسعال أو شديد الضجر سريع الغضب فان الضجر والغضب كلها مما يحرك إلى العود ويجب ان يهجر الشراب والجماع والحمام ومع هذا فلا يجب ان يستعمل القدح الا بعد أن يقف الماء وينزل ما يريد ان ينزل معه ويغلظ قوامه قليلا ومن هذا يسمى الاستكمال وبعد المنفذ أسبه والفصد ضار له وغذاؤه ماء الحمص ليلزم الموضع الذي تحركه إليه المقدحة من أسفل العين ولذلك قد يؤخر ذلك من المبدأ وإذا أرادت أن تقدح تقدم إلى صاحب الماء بان يغتذي بالسمك الطري والأغذية المرطبة المثقلة للماء ويستعمل شيئا مما هو مقو لمضرة الماء ثم يقدح وبالجملة فان الماء ان كان رقيقا جدا أو غليظا جدا لم يطع القدح فإذا أردت أن تقدح ألزم العليل النظر إلى الموق الإنسي والى الانف ويحفظ على ذلك الشكل فلا يكون بحذاء الكوة ولا في موضع شديد الضوء جدا ثم يقدح يبتدئ ويثقب بالمثقبة أي بالمقدحة فيمر بين الطبقتين إلى أن يحاذي الثقبة ويجد هناك كفضاء وجوبة ثم من الصناع من يخرج المقدحة ويدخل فيها ذنب المهت وهو الاقليد إلى موافاة الثقبة ليهيئ للطرف الحاد من المهت مجالا وليعود العليل الصبر ثم يدخل المهت إلى الحد المحدود ويعلو به الماء ولا يزال يحطه حتى تصفو العين ويكبس الماء خلف القرني من تحت ثم يلزم المهت موضعه زمانا صالحا ليلزم الماء ذلك المكان ثم يشيل عنه المهت وينظر هل عاد فان عاد أعاد التدبير حتى يأمن وان كان الماء لا يجيب إلى ناحية خطه وإمالته بل إلى ناحية أخرى دفعه إلى النواحي التي يميل إليها وفرقه فيها فان رأيت الماء عاد في الأيام التي تعالج فيها العين فأعد المهت في ذلك الثقب بعينه فإنه يكون باقيا لا يلتحم وإذا سال إلى الثقبة دم فيجب ان يكبس أيضا ولا يترك يبقى هناك فيجمد فلا يكون له علاج وإذا قدحت فضع على عين المقدوح مح بيض مضروبا بدهن البنفسج بقطنة ويجب ان تشد الصحيحة أيضا لئلا تتحرك فتساعدها العليلة ويلزمه النوم على القفا ثلاثة أيام في ظلمة وربما احتيج إلى معاودات كثيرة لهذا التضميد ومحافظة هذه النصبة والاستلقاء أسبوعا وذلك إذا كان هناك ورم أو صداع أو غير ذلك لكن الورم يوجب حل الرباط القوى وارخاء وبالجملة فالأولى ان يحفظ العليل نصبته إلى أن يزول الوجع فلا يحل الرباط الا في كل ثلاثة أيام ويجدد الدواء ويجوز ان يكمد عند الحل بماء ورد وماء خلاف أو قرع أو ماء عصا الراعي وما أشبه ذلك وللناس طرق في القدح حتى أن منهم من يعتق أسفل القرنية ويخرج الماء منها وهذا فيه خطر فان الماء إذا كان أغلظ خرجت معه الرطوبة البيضية * (فصل في بطلان البصر) * ان بطلان البصر قد يقع من أسباب ضعف البصر إذا أفرطت فلينظر من هناك ولكنا نقول من رأس ولنترك ما يكون بمشاركة الدماغ وغيره فان ذلك
(١٤٧)