فيجب ان لا يترك عليه اللطخ منه بل يغسل ولا يحبس نفسه في المحبس الإكليلي مدة كثيرة بل يجدد فإنه سريع التعفن وأجود ذلك أن يستعمل بعد الحلق وكذلك جميع الضمادات والمروخات وإذا غذوت أصحاب أمراض الرأس المادية فادلك الأطراف وجفف جانب الرأس وقوه بالزادعات ثم اغذه حسب ما ترى من كمية المادة وكيفيتها وقس على ذلك نظائره * (المقالة الثانية في أوجاع الرأس وهو أصناف) * * (الفصل الأول كلام كلي في الصداع) * الصداع ألم في أعضاء الرأس وكل ألم فسببه تغير مزاج دفعه واختلافه أو تفرق اتصال أو اجتماعهما جميعا وتغير المزاج هو أحد الستة عشر المعروفة وان كان الرطب هو غير مؤثر ألما الا ان يكون مع مادة تتحرك فتفرق الاتصال وتفرق الاتصال معلوم وأصنافه بحسب أسبابه معلومة واجتماع سببي الألم معا يكون في الأورام والأورام كما علمت معدودة الأصناف وأصنافها أربعة وجميع ذلك قد يكون في جوهر الدماغ نفسه وقد يكون في الحجاب المطيف به وقد يكون في الجانبين المطيفين به وقد يكون في العروق وقد يكون في الأغشية الخارجة عن القحف لما بينها من العلائق المعروفة في التشريح الموصوف وقد يكون السبب المؤذى لأي هذه الأعضاء كان ثابتا في العضو نفسه وقد يكون بمشاركة غيره له اما عضو يصل بينه وبين أعضاء الرأس واشجة العصب مثل المعدة والرحم والحجاب وأعضاء أخرى ان كانت أو عضو يصل بينه وبين الدماغ واشجة العروق من الأوردة والشرايين مثل القلب والكبد والطحال واما عضو يجاوره مجاورة أخرى مثل الرئة الموضوعة تحته فيؤدى إليه آفته واما عضو مشارك لعضو من جهة وللدماغ من جهة أخرى مثل مشاركته للكلية في أوجاعها واما بمشاركة البدن كله كما يكون في الحميات وما كان بمشاركة فقد يكون بأدوار ونوائب بحسب أدوار ونوائب السبب الذي في العضو المشارك مثل ما يكون بمشاركة المعدة إذا كان لانصباب المواد المرارية أو غيرها إليها أدوار ومثل ما يكون مع أدوار تزيد أصناف الحميات والصداع فقد ينقسم من جهة أخرى فان منه ما سببه صنف من الأسباب لبادية مثل صداع الخمار ما دام صداع خمار ولم يرسخ لرسوخ سبب أريد من ذلك متولد من ذلك ومثل صداع اكل شئ حار نحو الثوم وغيره ومنه ما سببه سابق قد وصل فهو لابث فيلبث هو لأجله وربما كان عرضا ثم صار مرضا وإذا بقى مرضا بعد الحميات الحارة انذر بعلل دماغية ودل على عجز الطبيعة عن دفع المادة بالكمال برعاف أو غيره من العلل التي ينذر بها سبات وسكات وجنون أو استرخاء أو صمم بحسب جوهر المادة وبحسب حركاتها والصداع قد ينقسم من جهة مواضعه فإنه ربما كان في أحد شقي الرأس وما كان من ذلك معتادا لازما فإنه يسمى شقيقة وربما كان في مقدم الرأس وربما كان في مؤخر الرأس وربما كان محيطا بالرأس كله وما كان من ذلك معتادا لازما فإنما يسمى بيضة وخوذة تشبيها ببيضة السلاح التي تشتمل على الرأس كله والصداع قد يختلف أيضا بالشدة والتوسط والضعف فمن الصداع ما هو شديد جدا حتى أنه إذا صادف يافوخ صبي لين العظام مزقه وصدع درزه ومنه ما هو ضعيف مثل أكثر ما يكون في ليثرغس ومن
(٢٤)