ذكر في باب الزحير ويعالج بحمولات معدلة وبحمولات مخدرة والمسح بخل الخمر نافع من ذلك جدا وكذلك الحجامة على العصعص والكائن لقروح وسخة يعالج بالمجففات القوية المذكورة في باب السحج وان كان لوجع شديدا خدر حس الموضع وينفع منها المرهم الأسود ومرهم الزنجار ويحتمل كل في صوفة على رأس ميل ثم يخرج بعد زمان ويستريح ويجدد ثانيا * (الفن الثامن عشر في أحوال الكلية يشتمل على مقالتين) * * (المقالة الأولى في كليات احكام الكلية وتفصيلها) * * (فصل في تشريح الكلية) * خلقت الكلية آلة تنقى الدم من المائية الفضلية المحتاج كان إليها حاجة أوضحناها وتلك الحاجة تبطل عند نضج الدم واستعداده للنفوذ في البدن وقد علمت هذا ولما كانت هذه المائية كثيرة جدا كان الواجب ان يخلق العضو المنقى إياها الجاذب لها إلى نفسه اما عضوا كبيرا واحدا واما عضوين زوجين ولو كان كبيرا واحدا الضيق وزاحم فخلق بدل الواحد اثنان وفي تثنيته المنفعة المعروفة في خلقه الأعضاء زوجين وقسمين وأقساما أكثر من واحد لتكون الآفة إذا عرضت لواحد منهما قام الثاني مقامه ببعض الفعل أو بجمهوره واحتيط بالتلزيز في تكثير جوهرهما وتلزيزه لمنافع إحداها ليتلافى بالتكثير تصغير الحجم والثانية ليكون ممتنعا عن جذب غير الرقيق ونشفه والثالثة ليكون قوى الجوهر غير سريع الانفعال عما يتملى عنه كل وقت من المائية الحادة التي يصحبها أخلاط حادة في أكثر الأوقات فلما خلقتا كذلك سهل نفوذ الوتين في مجاورتهما بينهما وانفرج مكانهما لما وضع هناك من الأحشاء وجعلت الكلية اليمنى فوق اليسرى ليكون أقرب من الكبد واجذب عنهما ما أمكن فهي بحيث تمسها بل تماس الزائد التي تليها وجعلت اليسرى نازلة لأنها زوحمت في الجانب الأيسر بالطحال وليكون المتحلب من المائية لا يتحير بين قسمة معتدلة بل ينجذب إلى الأقرب أولا والى الأبعد ثانيا وهما يتراءيان بمقعرهما ومحدبهما يلي عظم الصلب وجعل في باطن كل كلية تجويف تنجذب إليه المائية من الطالع الذي يأتيه وهو قصير ثم يتحلب عنها من باطنها إلى المثانة في الحالب الذي ينفصل عنها قليلا قليلا بعد أن يستنظف الكلية ما يصحب تلك المائية من فضل الدم استنظافا أبلغ ما يمكنه فيغتدي بما يستنظف منه ويدفع الفضل فان المائية لا تأتي الكلية وهي في غاية التصفي والتمييز بل يأتيها وفيها دموية باقية كأنها غسالة لحم غسل غسلا بليغا وكذلك إذا ضعفت الكلية لم تستنظف فخرجت المائية مستصحبة للدموية وكذلك إذا كانت الكبد ضعيفة فلم تميز المائية عن الدموية تمييز بالقدر الذي ينبغي فأنفذت مع المائية دموية أكثر من المحتاج إلى انفاذه ففصل ما يصحبها من الدموية عن القدر الذي ينبغي وتحتاج إليه الكلية في غذائها كان ما يبرز من ذلك في البول غساليا أيضا شبيها بالغسالى الذي يبرز عند ضعف الكلية عن الاغتداء وقد تأتى الكلية عصبة صغيرة يتخلق منها غشاؤها ويأتيها وريد من جانب باب الكبد ويأتيها شريان له قدر من الشريان الذي يأتي الكبد فاعلم ذلك * (فصل في أمراض الكلية) * الكلية قد يعرض لها أمراض المزاج ويعرض لها أمراض التركيب من صغر المقدار وكبره ومن السدة ومن جملتها الحصاة وأمراض الاتصال مثل
(٤٨٨)