النقر ومنها تنتسج عروق المشيمة فإذا رطبت استرخى وما ينتسج منها فيسقط الجنين بأدنى محرك من ريح أو ثقل وقد يكون بسبب سوء مزاج حار مجفف أو بارد مجمد وأيضا مما يسقط في أول الامر رقة المني في الأصل فلا يتخلق منه الغشاء الأول الا ضعيفا مهيأ للانخراق مع اجتذابه للدم وفي السادس وما بعده من الرطوبات المفرعة في الرحم المزلقة للجنين وقد قال قوم انه قد يكون أكثر ذلك من الريح والصحيح هو هذا القول وأما بعد المدة المعلومة فأكثر الاسقاط انما يكون من ضعف بردى وقيل إن الشديدة الهزال إذا حملت أسقطت قبل ان تسمن لان البدن ينال من الغذاء لصلاح نفسه وعود قوته ما لا يفضل للجنين ما يغذوه فيضعف والبلدان الباردة جدا الا باعتدال والفصول الباردة جدا يكثر الاسقاط فيها وكذلك الجبال والبلاد الجنوبية يكثر فيها الاسقاط وكذلك الأهوية الجنوبية ويقل في الشمالي منها الا أن يكون البرد شديدا مؤذيا للجنين وإذا سلف شتاء جنوبي حار وربيع شمالي قليل المطر أسقطت الحبالى اللواتي يضعن عند الربيع بأدنى سبب وولدن ضعافا والأوجاع العارضة عند الاسقاط أشد من الأوجاع العارضة عند الولادة لان ذلك أمر غير طبيعي * (العلامات) * أما علامات الاسقاط نفسه فان يأخذ الثدي في الضمور بعد الاكتناز الصحي وأما الاكتناز المرضى فقد تصلحه الطبيعة إلى اضمار من غير خوف اسقاط وأي الثديين ضمر عن الاكتناز الصحي فان صاحبته تسقط من التوأم ولدا من ذلك الجانب وإذا أفرط درور اللبن وتواتر حتى ضمر الثدي فهو منذر بان الجنين ضعيف وانه يعرض السقوط وكذلك كثرة الأوجاع في الرحم وإذا احمر الوجه جدا في الحمى وحدث نافض أو ثقل رأس واستولى الاعياء وأحس بوجع في قعر العين دل على أن أسباب الاسقاط متوافية وانها تطمث ثم تسقط وكذلك الأسباب القوية للاسقاط إذا توافت دلت عليها اما المزاجات والقروح والأورام والرطوبات فتعرف بما قيل مرارا وأما الكائن بسبب ريح فيعرف بعلامات الريح من تمدد من غير ثقل ومن انتقال ومن ازدياد مع تناول المنفخات والأسباب البادية أيضا يعرف تبدؤها وأما موت الجنين فيدل عليه تحرك شئ مخلى في الجوف ثقيل كالحجر ينتقل من جانب إلى جانب وخصوصا إذا اضطجعت على جنبها وتبرد السرة وكانت قبل ذلك حارة ويبرد الثدي وربما سالت رطوبات منتنة صديدية ويؤكد ذلك أن يكون قد عرض للحوامل أمراض حارة تؤذى بحرها أذى شديدا وان منع الغذاء فيها مات الجنين وان لم يمنع اشتد المرض وأمراض صعبة أخرى وقد يعرض عند موت الجنين وقبله وهو من المنذرات به أن تغور عين الحبلى إلى عمق ويكون بياض العين كمدا وقد ابيض منها الاذن وطرف الانف مع حمرة الشفة وحالة شبيهة بالاستسقاء اللحمي * (حفظ الجنين والتحرز من الاسقاط) * الجنين تعلقه من الرحم كتعلق الثمرة من الشجرة فان أخوف ما يخاف على الثمرة ان تسقط هو اما عند ابتداء ظهورها واما عند ادراكها كذلك أشد ما يخاف على الجنين أن يسقط هو عند أول العلوق وقبيل الاقراب فيجب أن يتوقى في هذين الوقتين الأسباب المذكورة للاسقاط والدواء المسهل من جملة تلك الأسباب فيجب ان يتوقى جانبه إلى الشهر الرابع وبعد السابع وفيما بين ذلك أيضا الا انه فيما بين ذلك أسلم
(٥٧٣)