مفهوم من هناك فاعلم أن بطلان البصر اما ان يكون وأجزاء العين ظاهرة سليمة في جوهرها أو يكون ذلك وقد أصابتها آفة محرقة أو مسيلة أو ما يجرى مجراهما وكلامنا في الأول فان كانت أجزاء العين في الظاهر سليمة في جواهرها ولكنها أصابتها آفة من جهة أخرى غير ظاهرة للجمهور والعامة فاما ان تكون الثقبة على حال صحتها أو لا تكون فان كانت الثقبة على حال صحتها فاما ان يكون هناك سدة مائية أو تكون السدة ليست هناك بل في القصبة المجوفة اما الشئ واقف في أنبوبتها واما الانطباق على عرض لها من جفاف أو من استرخاء أو ورم فيها أو ورم في عضلاتها ضاغط في نفسه أو تابع لضغط عرض لمقدم الدماغ على ما فسرناه فيما سلف أو عرض لها انهتاك أو تكون الجليدية أصابها زوال عن محاذاة الثقبة أو يكون فسد مزاجها فلم يصلح ان تكون آلة للابصار وأكثر ما يعرض ذلك لرطوبة تغلب عليها جدا أو ليبوسة تغلب عليها فتجتمع إلى ذاتها وتستحصف وتسمى هذه العلة عقوما ولا دواء لها وتصير لها العين متخسفة شهلاء واما ان لم تكن الثقبة سليمة فاما ان يكون قد بلغ بها الاتساع الغاية القصوى أو بلغ بها الضيق الانطباق * (العلامات) * اما علامة الماء والاتساع والضيق وغير ذلك فهو ما ذكر في بابه وأما السبب فيما يكون للعصبة المجوفة فذلك مما يسهل الإحاطة به جملة بالعلامة المذكورة في باب الماء وأما تفصيل الامر فيه فيصعب ولا يكاد يحاط به علما وإذا كان هناك ضربان وحمرة فاحدس ان في العصبة ورما حارا فان كان ثقل وقلة حرارة فاحدس ان هناك ورما باردا وان كان الثقل شديد أو العين رطبة جدا فالمادة رطبة وان كانت العين يابسة فالمادة سوداوية وإذا عرض على الرأس ضربة أو سقطة أجحظت العين أولا ثم تبعه غور منها وبطلان العين فاحدس ان العصبة قد انهتكت * (فصل في بغض العين للشعاع) * ذلك مما يدل على تسخن الروح واشتعاله وترققه وينذر كثيرا بقرانيطس إلا ان يكون بسبب جرب الأجفان وعلاجه ما تعرف * (فصل في القمور) * قد يحدث من الضوء الغالب والبياض الغالب كما يغلب إذا أديم النظر في الثلج فلا يرى الأشياء أو يراها من قريب ولا يراها من بعيد لضعف الروح وإذا نظر إلى الألوان تخيل ان عليها بياضا * (المعالجات) * يؤمر بإدامة النظر في الألوان الخضر والاسمانجونية وتعليق الألوان السود امام البصر فان كان قد اجتمع مع آفة الثلج ببياضه آفته ببرده قطر في العين ماء طبخ فيه تبن الحنطة فاترا لا يؤذي وقد يكتحل عشية بالعسل وبعصارة الثوم وأيضا قد يفتح العين على بخار نبيذ مقطور على حجر رحى محماة أو تكميد العين بنبيذ صلب أو يكب على بخار ماء طبخ فيه الحشائش المحللة الملطفة المعروفة كالزوفا وإكليل الملك والبابونج ونحو ذلك * (الفن الرابع في أحوال الاذن وهو مقالة واحدة) * * (فصل في تشريح الاذن) * اعلم أن الاذن عضو خلق للسمع وجعل له صدف معوج ليحبس جميع الصوت ويوجب طنينه وثقب يأخذ في العظم الحجري ملولب معوج ليكون تعويجه مطولا لمسافة الهواء إلى داخل مع قصر تحته الذي لو جعل الثقب نافذا فيه نفوذا مستقيما لقصرت المسافة وانما دبر لتطويل المسافة إليه لئلا يغافص باطنه الحر والبرد المفرطان بل
(١٤٨)