المذكورة وفي الأوقات بالشراب الأبيض الممزوج دون العتيق القوى والثالث ان تستعمل تقوية القلب ان أحس بمزاج بارد فبالمفرحات الحارة وان أحس بمزاج يميل إلى الحرارة فبالمفرحات المعتدلة وان كانت الحرارة شديدة جدا استعمل المفرحات الباردة الغير المفرطة البرد ويتعرف ذلك من النبض ولنشرع في تفصيل هذا التدبير فنقول أما الاستفراغ فان رأيت أن العروق ممتلئة كيف كان وان السوداء دموي فافصد من الأكحل بل يجب على كل حال ان تبتدى بالفصد الا ان تخاف ضعفا شديدا أو تعلم أن المواد قليلة وهي في الدماغ فقط وأن اليبس مستول على المزاج ثم إن فصدت ووجدت دما رقيقا فلا تحبس الدم لذلك فإنه كثيرا ما يتقدم فيه الرقيق ولذلك يجب ان يوسع الفصد لئلا يتروق الرقيق ويحتبس الغليظ فيزيد شرا وانظر أي الجانبين من الرأس أثقل فافصد الباسليق الذي يليه وربما احتجت ان تفصد من الباسلقين إذا وجدت العلامة عامة وقيل فصد عروق الجبهة تحرك أكثر ثم إن وجدت الخلط سوداويا بالحقيقة والى البرد فاستفرغ بالحبوب المتخذة من الأفتيمون والصبر والخربق وابتدئ بالانضاج ثم استفرغ في أول الامر بأدوية خفيفة يقع فيها أفتيمون وشحم الحنظل وسقمونيا يسير ثم بطبيخ الافتيمون والغاريقون ثم إن لم ينجع استعملت الأيارجات الكبار ثم إن احتجت بعد ذلك إلى استفراغ استعملت الخربق مع خوف وحذر وحجر اللازورد والحجر الأرمني ولحب المتخذ منهما بلا خوف ولا حذر وكثيرا ما ينفعهم استعمال هذه الأدوية المذكورة في ماء الجبن على المداومة وتقليل المبلغ من الدواء فان لم ينجع عاودت من رأس ويكون في كل أسبوع يستفرغ مرة بحب لطيف وسط وتستعمل فيما بين ذلك الاطربفل الافتيموني وقد جرب سقيهم الاطربفل بالافتيمون على هذه الصفة وهو أن يؤخذ من الأطريفل ثلاثة دراهم ومن الافتيمون درهم ومن الأيارج نصف درهم وفي كل شهر يستفرغ بالقوى من الأيارجات الكبار والحبوب الكبار إلى أن تجد العلة قد زالت ويستعمل أيضا القئ خصوصا ان رأيت في المعدة شيئا يزيد في العلة ولم تكن المعدة بشديدة الضعف ويجب أيضا ان يكون القئ بمياه قد طبخ فيها فوذنج وكركند وبزر الفجل ويتناول عصارة فجل غرز فيه الخربق وترك أياما حتى جرت فيه قوته مع سكنجبين أو يتناول هذا الفجل نفسه منقعا في السكنجبين وليكن مقدار السكنجبين ثلاثة أساتير ومقدار عصارته أستار ويزيد ذلك وينقصه بقدر القوة وأما ان خفت ضعف القوة فاجتنب الخربق وإذا نقيت فاقصد القلب بما ذكرناه مرارا وهذا الأطريفل الافتيموني مجرب النفع في هذا الباب وإذا أزمنت العلة استعملت القئ بالخربق واستعملت المضوغات والغرغرات المعروفة واستعملت الشمومات الطيبة والمسك والعنبر والأفاويه والعود فان كانت المادة إلى المرار الصفراوي فاستفرغ بطبيخ الافتيمون وحب الاصطمحيفون المعتدل وبما تستفرغ الصفراء المحرقة وما يقال في بابه وزد في الترطيب وقلل من التسخين على أنه لابد لك من البابونج وما هو في قوته إذا استعملت النطولات ولا سبيل لك إلى استعمال المبردات الصرفة على الرأس وقد حمد بعض القدماء في مثل هذا الموضع ان يأخذ من الصبر كل يوم شيئا قليلا أو يتجرع كل يوم ماء طبيخ فيه أفسنتين ثلاث أوق أو عشرة قراريط من عصارة الأفسنتين مدوفا في الماء وقد حمد ان يتجرع كل ليلة خلا ثقيفا سيما خل العنصل
(٦٩)