لكن الالتهاب يكون في غاية الشدة وعلامات انتقاله إلى التقيح قريبة من علامات ذات الجنب في مثله وهو ان تكون الحمى لا تنقص ولا الوجع ولا يرى نقص يعتد به بنفث أو بول غليظ ذي رسوب أو براز فإنه ان رأيت المريض مع هذه العلامات سالما قويا فهو يؤل إلى التقيح أو إلى الخراج اما إلى فوق واما إلى أسفل بحسب العلامات المذكورة في ذات الجنب وان لم يكن هناك قوة سلامة فتوقع الهلاك وإذا صار بصاقه حلوا فقد تقيح فان تنقى في أربعين يوما والا طال وإذا طال الزمان بذات الرئة أورث تهيج الرجلين لضعف الغاذية وخصوصا في الأطراف وإذا مالت إلى المثانة رجيت السلامة * (فصل في الورم الصلب في الرئة) * قد يعرض في الرئة ورم صلب ويدل عليه ضيق النفس مع أنه يزداد على الأيام ويكون مع ثقل وقلة نفث وشدة يبوسة من السعال وتواتر وربما خف في الأحيان مع قلة الحرارة في الصدر * (فصل في الورم الرخو في الرئة) * قد يعرض في الرئة الورم الرخو ويدل عليه ضيق نفس مع بصاق كثير ورطوبة في الصدر من غير حرارة كثيرة ولا حمرة في الوجه بل رصاصية * (فصل في البثور في الرئة) * وقد يعرض في الرئة بثور وعلامته ان يحس ثقل وضيق نفس مع سرعة وتواتر في الصدر والتهاب من غير حمى عامة * (فصل في اجتماع الماء في الرئة) * قد تجتمع في الرئة مائية ويدل على ذلك مليلة وحمى لينة وورم في الأطراف وسوء التنفس ونفث رقيق مائي وحال كحال المستسقي * (فصل في الورم أو الجراحة العارضة لقصبة الرئة) * علامات ذلك حمى ضعيفة وضربان في وسط الظهر ووجع فان القصبة ليست كالرئة في أن لا تحس ولكنه وجع خفيف ويعرض مع ذلك حكة الجسد وبحة الصوت فان تقرحت كانت نكهة سمكية ونفث نزر * (فصل في القيح وجمع المدة) * القيح في كلام الأطباء يأتي على معنيين أحدهما ما يستعمل في كل موضع وهو جمع الورم للمدة والثاني ما يستعمل خاصة في أمراض الصدر ويراد به امتلاء الفضاء الذي بين الصدر والرئة من قيح انفجر إليه اما في الجانبين معا واما في جانب واحد وأسباب هذا الامتلاء اما نزلة تصب المادة دفعة أو قروح في الرئة تسيل منها مدة صديدية فينفتح بعد عشرين يوما في الأكثر ثم ينفث واما انفجار ورم في نواحي الصدر وهو الأكثر ويكون ذلك اما مدة نضيحة واما شيئا كالدردى وأحوال ذلك أربعة فإنه اما يحيق بالكثرة ليقتل ويظهر ذلك بأن يأخذ نفسه يضيق ولا ينفث واما ان تعفن الرئة فيوقع في السل واما ان يستنقى بالنفث المتدارك السهل واما ان يستنقى باندفاع من طريق العرف العظيم والشريان العظيم إلى المثانة بولا غليظا ويكون سلوكه أولا من الوريد إلى الكبد ثم إلى الكلية وقد يرد إلى الأمعاء برازا وهما محمودان وقد سلف كلام في ذكر مدة الانفجار ويعرف ذلك بحسب قوة العلامات وبحسب السن والفصل والمزاج والمشايخ يهلكون في التقيح أكثر من الشباب لضعف ناحية قلوبهم والشباب يهلكون في الأوجاع أكثر من المشايخ لشدة حسهم وقد ذكرنا علامات التقيح في باب علامات انفعالات ذات الجنب وكذلك علامات الانفجار وأما علامات امتلاء فضاء الصدر من التقيح فثقل وسعال يابس مع بهر ووجع وربما كان في كثير
(٢٤٧)