عرضت عن انحلال الفرد ليس عن ورم أو عن تأكل من خلط أكال بل لعلة أخرى فما دام جرحه لم يتقيح بعد ولا تورم فإنه قابل للبرء وكذلك ما كان من القروح الذي يحدث فيها نفث ولم تتقيح وما كان عن ورم أو تأكل لم يقبل البرء لان القرحة المنضجة المتقيحة حينئذ لا يمكن ان تبرأ الا بتنقية المدة وذلك بالسعال والسعال يزيد في توسع القرحة وخرقها والدغدغة الكائنة منها تزيد في الوجع والوجع يزيد في جذب المواد إلى الناحية والأدوية المجففة مانعة النفث والمنقية مرطبة ملينة للقرحة والكائنة عن خلط أكال لا تبرأ دون اصلاحه وذلك لا يتأتى الا في يجب في مثلها اما تخرق القرحة ومصيرها ناصورا لا تلتحم البتة واما سعتها حتى يتأكل جزء من الرئة والكائنة بعد ورم فقد يجتمع فيها هذه المعاني ومن المعاون على صعوبة الالتحام الحركة وأيضا كون العروق التي في الرئة كبارا واسعة صلابا فان ذلك مما يعسر التحام الفتق وأيضا فان بعد المسافة بين مدخل الدواء المشروب وبين الرئة ووجوب ضعف قوته إلى أن يصل إلى القرحة من المعاون على ذلك وما كان من الأدوية باردا فهو بليد غير نافذ وما كان حارا فهو زائد في الحمى التي تلزم قروح الرئة والمجفف ضار بالدق الذي يلزمه والمرطب مانع من الالتحام فان علاج القروح كلها هو التجفيف وخصوصا مثل هذه القرحة التي تصير إليها الرطوبات من فوق ومن أسفل وقد يقبل هذا التآكل العلاج إذا كان في الابتداء وكان على الغشاء المغشي على القصبة من وداخل وليس في الجوهر اللحمي من الرئة قبولا سريعا وأما الغضاريف نفسها فلا تقبل وأقبل الأسنان لعلاج السل هم الصبيان وأسلم قروح الرئة ما كان من جنس الخشكريشة إذا لم يكن هناك سبب في المزاج أو في نفس الخلط يجعل القرحة اليابسة قوبائية وقد يعرض للمسلول أن يمتد به السل ممهلا إياه برهة من الزمان وكذلك ربما امتد من الشباب إلى الكهولة وقد رأيت امرأة عاشت في السل قريبا من ثلاث وعشرين سنة أو أكثر قليلا وأصحاب قروح الرئة يتضررون جدا بالخريف وإذا كان أمر السل مشكلا كشفه في صاحبه دخول الخريف عليه وقد يطلق اسم السل على علة أخرى لا يكون معها حمى ولكن تكون الرئة قابلة لأخلاط غليظة لزجة من نوازل تنصب إليها دائما ويضيق مجاريها فيقعون في نفس ضيق وسعال ملح يؤدى ذلك إلى انهاك قواهم وإذابة أبدانهم وهم بالحقيقة جارون مجرى أصحاب الربو فأن كانت حرارة قليلة وجب ان يخلط علاجهم من علاج أصحاب الربو * (أسباب قروح الرئة) * واما أسباب قروح الرئة فأما نزلة لذاعة أكالة أو معفنة لمجاورتها التي لا تسلم معها الرئة إلى أن تنضج أو مادة من هذا الجنس تسيل إلى الرئة من عضو آخر أو تقدم من ذات الرئة قد قاحت وتقرحت أو تقيح من ذات جنب انفجر أو سبب من أسباب نفث الدم المذكورة فتح عرقا أو قطعه أو صدعه كان سببا من داخل مثل غليان دم أو غير ذلك مما قيل أو من خارج مثل سقطة أو ضربة وقد يكون من أسبابها عفونة وآكال يقع في جرم الرئة من نفسها كما يعرض للأعضاء الأخرى وقد يكثر السل إذا أعقب الصيف الشمالي اليابس خريف جنوبي مطير * (فصل في المستعدين للسل في الهيئة والسحنة والسن والبلاد والمزاج) * هؤلاء هم المجنحون الضيقو الصدر والعار والأكتاف من اللحم وخصوصا من خلف المائا والأكتاف إلى قدام
(٢٤٩)