العشرين والأربعين والستين وكلما كانت عوارض الجمع أشد كان الانفجار أسرع وكلما كانت ألين كان الانفجار أبطأ وخصوصا الحمى من جملة العوارض وإذا ظهرت العلامات الظاهرة الهائلة وكنت قد شاهدت دلائل محمودة في النفث وغيره فلا تجزع كل الجزع فان عروضها بسبب الجمع لا بسبب آخر وكل ذات جنب لا يسكن وجعه بنفث ولا فصد ولا اسهال ولاغير ذلك فتوقع منه تقيحا أو قتلا قبله بحسب سائر الدلائل وإذا رأيت النبض يشتد تمدده وخصوصا إذا اشتد تواتره فان ذلك ينذر ان كانت القوة قوية بأنه ينتقل إلى ذات الرئة والتقيح والسل وبالجملة إذا كان هناك دلائل قوة وسلامة ثم لم يسكن الوجع بنفث أو اسهال أو فصد وتكميد فهو آيل إلى التقيح وأما ان لم تكن دلائل السلامة من ثبات القوة وثبات الشهوة وغير ذلك فان ذلك ينذر بأنه قاتل وينذر بالغشي أو لا على أن الشهوة تسقط في أكثر الامر عند الانفجار وتحمر الوجنتان لما يتصاعد إليهما من البحار وتسخن الأصابع لذلك أيضا وإذا انفجر إلى فضاء الصدر أوهم الخفة أياما ثم يسوءه حاله وإذا انفجر رأيت النبض على ما حكيناه قد ضعف واستعرض وأبطأ وتفاوت لانحلال القوة بالاستفراغ وانطفاء الحرارة الغريزية ويعرض أيضا كما ذكرناه نافض يتبعه حمى بسبب لذع الأخلاط فان كانت المادة من المنفجر كثيرة والقوة ضعيفة أدت إلى الهلاك واعلم أنه إذا كانت القوة ضعيفة واشتداد التمدد والتواتر فان ذلك كما علمت ينذر بالغشى وان كان التواتر دون ذلك ودون ما يوجبه نفس ذات الجنب فربما أنذر بالسبات أو التشنج أو بطء النضج وانما يحدث السبات لقبول الدماغ الأبخرة الرطبة التي هي لا محالة ليست بتلك الحادة والتواتر النبض جدا قبولا مع ضعفه عن دفعها في الأعصاب ويحدث التشنج لقوة الدماغ على دفعها في الأعصاب ويدل على بطء التقيح لغلظ المادة ولأنها ليست تنتقل وان الدماغ والأعصاب قوية لا تقبله وربما أنذرت بالتشنج وذلك إذا كان النفس يشتد ضيقه اشتدادا والحمى ليست بقوية وإذا رأيت العلة قد سكنت يسيرا وخفت ولم يكن هناك نفث فربما انتقضت المادة ببول أو براز وظهر اختلاف مراري رقيق أو ظهر بول غليظ فان لم ير ذلك فسيظهر خراج فان رأيت تمددا في المراق والشراسيف وحرارة وثقلا أنذر ذلك بخراج عند الأرنبتين أو إلى الساقين شديد الدلالة على السلامة وفي مثل هذا يأمر ابقراط بالاستسهال بالخربق فان رأيت مع ذلك عسر نفس وضيق صدر وصداعا وثقلا في الترقوة والثدي والساعد وحرارة إلى فوق أنذر ذلك بميل المادة إلى ناحية الاذنين والرأس فان كانت الحالة هذه ولم يظهر ورم لاخراج في هذه الناحية فان المادة تميل إلى الدماغ نفسه وتقتل * (فصل في كلام جامع في النفث يبدأ في الثاني والثالث) * أفضل النفث وأسرعه وأسهله وأكثره وأنضجه الذي هو الأبيض الأملس المستوى الذي لا لزوجة فيه بل هو معتدل القوام وما كان قريبا من هذا النضج يسكن أخلاطا ان كانت قبله أو سهرا أو عرضا آخر رديا ويليه المائل إلى الحمرة في أول الأيام والمائل إلى الصفرة وبعد ذلك الزبدي وسبب الزبدية هو ان يكون في الخلط شئ رقيق قليل يخالطه هواء كثير وتكون المخالطة شديدة جدا على أن الزبدي ليس بذلك الجيد بل هو أميل إلى الرداءة وأردؤه في الأول الأحمر الصرف أو الأصفر
(٢٤٤)