فنسيان وسبات وكثرة الثقل ونبض موجي وترهل وتهيج واما علامات الأورام السوداوية فسهر ووسواس مع ثقل مخصوص وصلابة نبض وقد تركنا مما يجب أن نذكر ههنا دلائل ضعف الدماغ وقوته وعلامات الخلط الغالب عليه ودلائل أمراضه الخاصية والتي تكون بالمشاركة تعويلا على ما أوردناه من ذلك في باب الصداع فليتأمل من هناك فإنه مورد هذا الموضع ولينقل منه إلى سائر الأبواب * (فصل في قوانين العلاج) * انا إذا أردنا ان نستفرغ مادة فان دلت الدلالة على أن معها دما وافرا وليس في الدم نقصان أي مادة كانت بدأنا بالقصد من القيفال ومن عروق الرأس المذكورة في باب القصد مثل عروق الجبهة والأنف وعروق ناحية الاذن ويجب ان يقع فصدها في خلاف جانب الوجع فان كان الامر عظيما والدم غالبا فصدنا الوداج وانما يميل إلى القصد وان غلبت الأخلاط الأخرى أيضا فنبدأ به لان القصد استفراغ مشترك للأخلاط فان كانت المادة ما فقط كفى القصد التام وان كانت أخلاطا أخرى نظرنا فان كان ذلك بشركة البدن كله استفرغنا البدن كله ثم قصدنا الرأس وحده واستعملنا الاستفراغات التي تخصه ولا نقدم عليها البتة الا بعد استفراغ البدن كله ان كان في البدن خلط وذلك أن علمنا أن المادة فيه نضيجة وذلك بمشاهد ما ينجلب إليه ان لم يكن رقيقا جدا أو غليظا جدا وان كان المرض قد وافى المنتهى وكنا قد تقدمنا بالانضاج بالمروخات والنطولات والضمادات المنضجة استفرغنا من الرأس خاصة بالغرغرة ان لم تخف آفة في الرئة ولم تكن النوازل المستنزلة بالغرغرة من جنس خلط حاد لاذع ولم يكن الانسان قابلا لأمراض الرئة وكان يمكنه الاحتراس عن نزول شئ ردئ إلى الرئة وكان حال الرأس أشد اهتماما له من حال الرئة واستعملنا أيضا المشمومات المفتحة المعطسة والسعوطات والنطولات لتجذب المواد من الرأس وربما ضمدنا الرأس بعد الحلق بأدوية مسهلة لحبس الخلط الذي فيه إذا لم نخف من تلك الضمادات افساد مزاج وكنا نثق ان المادة منضجة سهلة الاستفراغ ومع هذا كله فنتوقى في استفراغ الأخلاط الباردة ان لا نسهل منها الرقيقة ونحبس الغليظة وسبيل وصولنا إلى هذا الغرض ان نستفرغ بعد التليين بالملينات المنضجات وكلما استعملنا استفراغا أتبعناه تليينا ونتوقى في استفراغات الأخلاط الحادة التي يضطر فيها لا محالة إلى أدوية حارة في بعض الأوقات مثل الأيارج والسقمونيا والتربد مع الاسطوخودس ان يبقى بعدها سوء مزاج حار بل نجتهد في أن لا يبقى بعدها ذلك وذلك بان نتدارك الاسهال الكائن بها والاستفراغ الواقع بالغرغرة وغير ذلك تداركا بالضمادات المبردة وان نتوقى استعمالها الا بعد ثقة مأخوذة من عادة المريض ان ما يشربه من ذلك يسهله ويستفرغه حتى لا يكون سقينا إياه سببا لهلاك أو فساد فان كانت الأخلاط غير نضجة أنضجنا أولا كلا بواجبه كما نذكر وان كانت الأخلاط متصعدة من جانب أو من البدن كله جذبنا إلى الخلاف مثلا ان كان من أسافل أو من البدن كله استعملنا الحقن والحمولات وعصبنا الأطراف وخصوصا الرجل واستفرغنا العضو مثلا ان كانت المعدة فبأيارج فيقرا أو كان الطحال فيما يخصه وكذلك كل عضو ودبرنا كلا بحسب تدبيره الذي يخصه فهذه قوانين كلية في امر المواد وأي مادة استفرغت وحدث
(١٨)