يكون على سبيل الاستسقاء بان تجتمع في ذلك الموضع وحده رطوبة أو ريح وتارة يكون بسبب وريد أو شريان أسال إليه دما وتارة يكون بسبب ورم صلب أو زيادة لحم تحت الجلدة * (العلامات) * ما كان بسبب خروج ثرب أو معي فان اللون يكون لون الجسد بعينه ويكون الوضع مختلفا وخصوصا فتق الأمعاء ويصحب فتق الأمعاء وجع ما ويغيب بالكبس وربما غاب بقرقرة ويزيده استعمال المرخيات من الحمام والتمريخ والحركة عظما وما كان من رطوبة لا يرده الغمز ويكون لينا لا يغير من قدره الكبس ويكون لونه لون البدن وما كان من ريح كان أليق وأقل مدافعة من الرطوبة ويكون له طبلية صوت وما كان من دم فإنه يكون دموي اللون وأسود وما كان من نبات لحم أو صلابة فيكون جاسيا صلبا غير منكبس انكباس غيره * (المعالجات) * ما كان من انفتاح عرق نابض أو غير نابض أو من ريح فلا يجب أن يتعرض لعلاجه فان تعرضت لذلك لزمك أن تتعرض لقطع وخياطة أيضا واما غيره فعلاجه أن تقيم المريض وتكلفه بان يمدد بطنه ويحبس نفسه حتى يظهر النتوء فإذا ظهر فأدر حوله دائرة بلون متميز ثم تستلقيه ثم تجيز على الدائرة بعد حيزها صنارة تمر على المراق وحدها من غير أن تأخذ ما تحته وتدخل فيها إبرة تخيط من حيث لا تلقى جسما تحتها ثم تبط بطا يكشف عما تحت المراق وحده فان كان تحته معي دفعت المعي إلى أسفل وان كان ثرب مددته وقطعت العضل ثم خطت الموضع المنفتق بخيوط متقابلة صلبة تمد بعضها إلى بعض وتشدها على القطن وتخيطه وتجعل للخيوط أربعة رؤس وتراعي أن تسقط الفضل وتدمل الباقي وتجتهد في أن يندمل غائرا غير بارز حتى يكون غير قبيح واما الريحي فتدبيره أيضا البزل والقطع والخياطة بعد ذلك على نحو ما قيل * (فصل في الحدبة ورياح الأفرسة) * الحدبة زوال من الفقرات اما إلى داخل الظهر أو إلى قدام وهو حدبة المقدم وقوم يسمونه التقصيع وإذا وقع بشركة من عظام القص سمى القعس والتقصع واما إلى خارج الظهر والى خلف وهو حدبة المؤخر واما إلى جانب ويقال له الالتواء وأسبابه اما بادية كضربة أو سقطة وما يجرى معها واما بدنية من رطوبة مائية فالجية مزلقة مرخية للرباطات أو رطوبة مشنجة وأكثر ما يكون عن رطوبة فالجية يكون التوائيا ليس إلى قدام وخلف وقد تكون الحدبة لريح قاصعة مشبكة أو ورم وخراج تمدد الصفاقات في جهته وكثيرا ما يبرأ الورمي باختلاف المدة الدال على نضج الورم وانفجاره وكثيرا ما يكون ذلك الورم صلبا وقد يكون لتشنج الرباطات وهو قليل الوقوع سريع القتل وكل ذلك اما على اشتراك بين فقرات عدة وعلى تدريج واما على أن لا يكون كذلك والحدبة وخصوصا التي إلى داخل تضيق على الرئة المكان فيحدث سوء التنفس وإذا حدث في الصبي منع الصدر ان يمعن في انبساطه واتساعه فتختلف أعضاء النفس مؤفة يضيق عليها النفس ولذلك قال ابقراط من أصابته حدبة من ربو أو سعال قبل أن ينبت فإنه يهلك وذلك لأنه يدل على انتقال المادة الفاعلة لهما إلى الفقرات واحداثها فيها خراجا قويا مائيا حادثا عن مادة غليظة لولا غلظها لما حدث منها الحدبة وإذا كان كذلك لم يتهيأ للصدر ان يتسع لرئته فيحسن التنفس بل لابد من أن يسوء التنفس ويؤدى ذلك إلى العطب والصبيان تحدث فيهم الحدبة
(٦٠٩)