الحار وفي كل ما يستدعى النفس وتعجيله وليحبس نفسه ويفعل ذلك كله ويرتاض ويستحم وبعد الخروج من الحمام يجب أن يشرب الشراب فان الشراب أغذى للروح وكذلك بعد الطعام وليكن كثيرا بنفس واحد والنوم نافع لهم * (فصل في الصوت الغليظ) * قد يعرض من أسباب البحة المرخية الموسعة للمجاري ويعرض من كثرة الصياح وعلاجه أصعب وقد يعرض لمن يزاول النفخ الكثير في المزامير وفي البوقات خاصة لما يعرض من تقطيع نفسهم واحتباسه في الرئة فتتوسع المجاري * (فصل في الصوت الدقيق) * هذا ضد الكدر وأسبابه ضد ذلك من السهر والاعياء والترنم وخصوصا بعد الطعام والرياضة المتعبة والاستفراغات وعلاجه ان يودع الصوت ويلزم الرياضة المعتدلة المخصبة والأغذية المعتدلة ودخول الحمام كل بكرة ويهجر القوابض والمجففات والباه * (فصل في الصوت المظلم الكدر) * هو الذي يشبه صوت الرصاص إذا صك بعضه ببعض وسببه رطوبة غليظة جدا وتنفع منه الرياضة والمصارعة وحصر النفس والتدلك اليابس بخرق الكتان ودخول الحمام واستعمال الأغذية الملطفة والمقطعة كالسمك المالح والشراب العتيق * (فصل في الصوت المرتعش) * يؤمر صاحبه أن لا يصيح ولا يرفع صوته مدة شهر ويقل كلامه ما أمكن وضحكه والحركة والعدو والصعود والهبوط والغضب ويودع اليدين ويريحهما ما أمكن ثم ليستلق وليتكلف الكلام وقد أثقل صدره بمثل الرصاص وضعا فوق صدره بقدر ما يحتمل وأفضل الأغذية له ما يقوى جنبه وهي العضل والأكارع وما فيه تغرية وقبض * (المقالة الثالثة في السعال ونفث الدم) * * (فصل في السعال) * السعال من الحركات التي تدفع بها الطبيعة أذى عن عضو ما وهذا العضو في السعال هو الرئة والأعضاء التي تتصل بها الرئة أو فيما يشاركها والسعال للصدر كالعطاس للدماغ ويتم بانبساط الصدر وانقباضه وحركة الحجاب وهو اما لسبب خاص بالرئة واما على سبيل المشاركة والسبب الموجب للسعال اما باد واما واصل واما سابق فأسباب السعال البادية شئ من الأسباب البادية تجعل أعضاء الصدر مؤفة في مزاجها أو هيئتها مثل برد يصيب الرئة أو العضلات في الصدر أو غير ذلك فتتحرك الطبيعة إلى دفع المؤذى أو لشئ من هذه الأسباب البادية يأتيها فيشحنها أو شئ ميبس أو مخشن مثل غبار أو دخان أو طعم غذاء حامض أو عفص أو حريف أو شئ غريب يقع في المجرى التي لا تقبل غير النفس كما يعرض من السعال بسبب سقوط شئ من الطعام أو الشراب في تلك المجرى لغفلة أو اشتغال بكلام واما أسباب السعال الواصلة فمثل ما يعرض من الأسباب البدنية المسخنة للمزاج أو المبردة أو المرطبة أو المجففة بغير مادة أو بمادة دموية أو صفراوية أو بلغمية رقيقة أو غليظة أو سوداوية وذلك في الأقل فان كانت تلك المادة منصبة من فوق فإنها ما دامت تنزاق على القصبة كما ينزاق الشئ على الحائط لم تهيج كثير سعال فإذا أرادت أن تنصب في فضاء القصبة هاج سعال وكذلك إذا لذعت وكذلك إذا استقرت في الرئة فأرادت الطبيعة أن تدافعها
(٢٢٨)