* (فصل في الورم الحار في القلب) * أما إذا صار الورم ورما فقد قتل أو قتل وأما قبل ذلك فإذا ظهر الخفقان العظيم والالتهاب الشديد بالعلامات المذكورة فإنه على شرف هلاك فان أنجاه شئ ففصد الباسليق وربما طمع في معافاته بفصد شريان من أسافل البدن وتبريد صدره بالثلج والصندل والكافور المحلولين بالماء وأيضا الكزبرة الطبة وتجريعه ماء الثلج بالكافور على الدوام فان ذلك نافع * (الفن الثاني عشر في الثدي وأحواله وهو مقالة واحدة) * * (فصل في تشريح الثدي) * نقول الثدي عضو خلق لتكوين اللبن ليغتذي منه المولود في عنفوان مولده إلى أن يستحكم وتنمو قوته ويصلح لهضم الغذاء القوى الكثيف وهو جسم مركب من عروق وشرايين وعصب يحشو خلل ما بينهما لحم غددي لا حس له أبيض اللون ولبياضه إذا تشبه الدم به ابيض ما يغذوه وابيض ما ينفصل عنه لبنا وقياسه إلى اللبن المتولد من الدم قياس الكبد إلى الدم المتولد من الكيموس في أن كل واحد يحيل الرطوبة إلى مشابهته في الطبع واللون فالكبد يحمر الكيموس الأبيض دما والثدي يبيض الدم الأحمر لبنا والعروق والشرايين والعصب المبثوثة في جوهر الثدي تتشعب فيه إلى آخر الثقبة ويكون لها فيه التفافات واستدارات كثيرة وأما مشاركة الثدي الرحم في عروق تشنج بينهما فامر قد وقفت عليه خصوصا من التشريح تشريح العروق * (فصل في تغزير اللبن) * اعلم أن اللبن يكثر مع كثرة الدم الجيد وإذا قل فسببه بعض أسباب قلة الدم أو فقدان جودته والسبب في قلة الدم اما من جهة المادة واما من جهة المزاج والذي يكون بسبب المادة فان يكون الغذاء قليلا أو يكون مضادا لتولد الدم عنه ليبسه وبرده المفرط أو يكون قد انصرف إلى جهة أخرى من نزف أو ورم أو غير ذلك وأما من جهة المزاج فان يكون البدن أو الثدي مجففا للرطوبة أو يكون ملينا لها فلا يتولد عنها الدم لفرط مائيتها وبعدها عن الاعتدال الصالح للدموية أو غير ذلك وأما السبب الذي يفقد به جودة الدم ويفسد ما يتولد منه فلا يكون صالحا لان يتولد منه دم اللبن إذا كان اللبن انما يتولد من الدم الجيد فهو غلبة أحد الأخلاط الثلاثة الصفراء أو البلغم أو السوداء ونتبين الصفراء في صفرة لون اللبن ورقته وجذبه البلغم في شدة بياضه وميله إلى الحموضة في ريحه وطعمه والسوداء في شدة ثخنه وقلته وكثرة قوته ولا يبعد أن يكون الدم لشدة كثرته يستعصي على فعل الطبيعة فلا ينفعل عنها ويعرض للطبيعة العجز عن احالته لضغطه إياها وهذا مما لا تخفى علاماته وقد يعرض من جفاف المني واللبن ان يخرجا كالحيط فيجعل الدم وان غزر غير محمود الجوهر ولا صالحا لان يتولد منه اللبن الغزير ويكون الذي يتولد منه اللبن غير محمود وإذا قد عرفت السبب فأنت بصير بوجه قطعه (واعلم) انه كل ما غزر المني فإنه يغزر في أكثر الأبدان اللبن مثل التودرين وبزر الخشخاش وضرع الماعز والضأن ونحوه وما ان كل ما يجفف المني ويقلله ويمنع تولده فإنه يقلل اللبن أيضا مثل الشهدانج وإذا كان السبب في قلة اللبن قلة الغذاء كثرت الغذاء ورفهت فيه وجعلته من جنس الحار الرطب المحمود الكيموس وإذا كان السبب فساد الغذاء أصلحته ورددته إلى الجنس المذكور وإذا كان السبب كثرة
(٢٧٩)