جملتها مقبضات مثل شياف ماميثا والصبر والفيلزهرج والزعفران والورد ومنها ملينات مثل اللبن وحكاك اللوز وبياض البيض واللعاب ومنها منضجات مثل العروق وماء الحلبة والزعفران والميبنحتج وخصوصا منقوعا فيه الخبز ومنها محللات مثل الأنزروت وماء الرازيانج ومنها مخدرات مثل عصارة اللفاح والخشخاش والأفيون واعلم أنه إذا كان مع علل العين صداع فابدأ في العلاج بالصداغ ولا تعالج العين قبل أن تزيله وذا لم يغن الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب فاعلم أن في العين مزاجا باردا أو مادة خبيثة لحجة في الطبقات تفسد الغذاء النافذ إليها أو هناك ضعف في الدماغ وفي موضع آخر تنقذف منه النوازل إلى العين فاعلم هذه الأشياء * (فصل في حفظ صحة العين وذكر ما يضرها) * يجب على من يعتنى بحفظ صحة العين أن يوقيها الغابر والدخان والأهوية الخارجة عن الاعتدال في الحر والبرد والرياح المفججة والباردة والسمومية ولا يديم التحديق إلى الشئ الواحد لا يعدوه ومما يجب أن ينقيه حق الاتقاء كثرة البكاء ويجب أن يقل النظر في الدقيق الا أحيانا على سبيل الرياضة ولا يطيل نومه على القفا وليعلم ان الاستكثار من الجماع أضر شئ بالعين وكذلك الاستكثار من السكر والتملؤ من الطعام والنوم على الامتلاء وجميع الأغذية والأشربة الغليظة وجميع المبخرات إلى الرأس ومن جملتها كل ماله حرافة مثل الكراث والحندقوقي وجميع ما يجفف بافراط ومن جملته الملح الكثير وجميع ما يتولد منه بخار كثير مثل الكرنب والعدس وجميع ما ذكر في ألواح الأدوية المفردة ونسب إلى أنه ضار بالعين وليعلم ان كل واحد من كثرة النوم والسهر شديد المضرة بالعين وأوفقه المعتدل من كل واحد منهما وأما الأشياء التي ينفع استعمالها العين ويحفظ قوتها فالأشياء المتخذة من الأثمد والتوتيا مثل أصناف التوتيا المرباة بماء المرزنجوش وماء الرازيانج والاكتحال كل وقت بماء الرازيانج عجيب عظيم النفع وبرود الرمان الحلو عجيب نفعه أيضا وأيضا البرود المتخذ من ماء الرمانين معتصرا بشحمهما منضجين في التنور مع العسل كما ستقف عليه في موضعه ومما يجلو العين ويحدها الغوص في الماء الصافي وفتح العين في داخله وأما الأمور الضارة بالبصر فمنها أفعال وحركات ومنها أغذية ومنها حال التصرف في الأغذية فاما الافعال والحركات فمثل جميع ما يجفف مثل الجماع الكثير وطول النظر إلى المضيئات وقراءة الدقيق قراءة بافراط فان التوسط فيها نافع وكذلك الأعمال الدقيقة والنوم على الامتلاء والعشاء بل يجب على من به ضعف في البصر أن يصبر حتى ينهضم ثم ينام وكل امتلاء يضره وكل ما يجفف الطبيعة ويضره وكل ما يعكر الدم من الأشياء المالحة والحريفة وغيرها يضره والسكر يضره وأما القئ فينفعه من حيث ينقى المعدة ويضره من حيث يحرك مواد الدماغ فيدفعها إليه وان كان لابد فينبغي أن يكون بعد الطعام وبرفق والاستحمام ضار والنوم المفرط ضار والبكاء الكثير وكثرة الفصد وخصوصا الحجامة المتوالية ضارة وأما الأغذية فالمالحة والحريفة والمبخرة وما يؤذى فم المعدة والكراث والبصل والثوم والباذروج اكلا والزيتون النضيج والشبث والكرنب والعدس وأما التصرف في الأغذية فان تناولها بحيث يفسد هضمها ويكثر بخارها على ما بين موضعه وقد وقفت عليه وتقف عليه في مقالات هذا الكتاب الثالث
(١١٢)