واحد من أصناف السوداء إذا وقع من الدماغ الموقع المذكور فعل المالنخوليا لكن بعضه يفعل معه ألمانيا واسلم المالنخوليا ما كان عن عكر الدم وما كان معه فرح وكثيرا ما ينحل المالنخوليا بالبواسير والدوالي وقد يقل تولد هذه العلة في البيض السمان ويكثر في الادم الزب القضاف ويكثر تولدها فيمن كان قلبه حارا جدا ودماغه رطبا فتكون حرارة قلبه مولدة للسوداء فيه ورطوبة دماغه قابلة لتأثير ما يتولد في قلبه ومن المستعدين له اللثع الاحذاء الخفاف الألسنة والطرف الأشد حمرة الوجه والأدم الزب وخصوصا في صدورهم السود الشعور الغلاظها الواسعو العروق الغلاظ الشفاه لان بعض هذه دلائل حرارة القلب وبعضها دلائل رطوبة الدماغ وكثيرا ما يكونون في الظاهر بلغميين وهذه العلة تعرض للرجال أكثر وللنساء أفحش وتكثر في الكهول والشيوخ وتقل في الشتاء وتكثر في الصيف والخريف وقد تهيج في الربيع كثيرا أيضا لان الربيع يثير الأخلاط خالطا إياها بالدم وربما كان هيجانه بأدوار فيها تهيج السوداء وتثور والمستعد للمالنخوليا يصير إليها بسرعة إذا أصابه خوف أو غم أو سهر أو احتبس منه عادة سيلان الدم أو قئ سوداوي أو غير ذلك (العلامات) علامة ابتداء المالنخوليا ظن ردئ وخوف بلا سبب وسرعة غضب وحب التخلي واختلاج ودوار ودوى وخصوصا في المراق فإذا استحكم فالتفزع وسوء الظن والغم والوحشة والكرب وهذيان كلام وشبق لكثرة الريح وأصناف من الخوف مما لا يكون أو يكون وأكثر خوفه مما لا يخاف في العادة وتكون هذه الأصناف غير محدودة وبعضهم يخاف سقوط السماء عليه وبعضهم يخاف ابتلاع الأرض إياه وبعضهم يخاف الجن وبعضهم يخاف السلاطين وبعضهم يخاف اللصوص وبعضهم يتقى ان لا يدخل عليه سبع وقد يكون للأمور الماضية في ذلك تأثير ومع ذلك فقد يتخيلون أمورا بين أعينهم ليست وربما تخيلوا أنفسهم انهم صاروا ملوكا أو سباعا أو شياطين أو طيورا أو آلات صناعية ثم منهم من يضحك خاصة الذي مالنخوليا دموي لأنه يتخيل ما يلذه ويسره ومنهم من يبكى خاصة الذي مالنخوليا سوداوي محض ومنهم من يحب الموت ومنهم من يبغضه وعلامة ما كان خاصا بالدماغ افراط في الفكرة ودوام الوسواس ونظرا دائم إلى الشئ الواحد والى الأرض ويدل عليه لون الرأس والوجه والعين وسوداء شعر الرأس وكثافته وتقدم سهر وفكر وتعرض للشمس وما أشبه وأمراض دماغية سبقت وان لا تكون العلامات التي نذكرها للأعضاء الأخرى المشاركة للدماغ خاصة وان لا يظهر النفع إذا عولج ذلك العضو ونقي وأن تكون الاعراض عظيمة جدا وأما الكائن بمشاركة البدن كله فسواد البدن وهلاسه واحتباس ما كان يستفرغ من الطحال والمعدة وما كان يستفرغ بالادرار أو من المقعدة أو من الطمث وكثرة شعر البدن وشدة سواده وتقدم استعمال أغذية رديئة سوداوية مما عرفته في الكتاب الثاني والأمراض المعقبة للمالنخوليا هي مثل الحميات المزمنة والمختلطة وعلامة ما كان من الطحال كثرة الشهوة لانصباب السوداء إلى المعدة مع قلة الهضم لبرد المزاج وكثرة القراقر ذات اليسار وانتفاخ الطحال وذلك مما لا يفارقهم وشبق شديد للنفخة وربما كان معه حمى ربه وربما كانت الطبيعية لينة وربما أوجب للذع السوداء ألما وما كان من المعدة
(٦٧)