وقرانيطس لا يخلو عنها وداء الكلب هو نوع من مانيا فيه معاسرة شديدة ومصاعبة مع مساعدة وموافقة معا وليس فيه من الاعتقاد السوء كل ما في ألمانيا وكأنه إلى الدموية أقرب وأكثر ما تعرض له هذه العلة في الخريف لرداءة الأخلاط وقد تكثر في الربيع والصيف ويكون له عند هبوب الشمال هيجان لتجفيف الشمال وهذه العلة كثيرا ما يحلها البواسير والدوالي وإذا عرض عقيبها الاستسقاء حلها برطوبته خصوصا ان كان سببها حر الكبد ويبوستها وكثيرا ما تحدث هذه العلة بمشاركة المعدة فيشفيه القذف (العلامات) للمانيا جملة علامات ولأصنافه علامات فعلامات جملته ان تتغير الافعال السياسية والحركية التغير المذكور والعلامات المنذرة به فمثل الكابوس مع حرارة الدماغ ومثل ان يمتلئ القدمان دما ويحمران وينعقد الدم في ثدي المرأة فيدل على حركات مفسدة للدم والأول قد يدل على ذلك وقد يدل على أنه سيصير سببا لفساد الدم في عضو لا حار غريزي قوى فيه فيدبر الدم تدبيرا جيدا بل يفسد فيه الدم نوعا من الفساد يؤذى الدماغ وإذا عرضت العلامة الأولى في آخر ألمانيا فربما دل على انحلاله دلالة الدوالي وكثيرا ما يعرض ألمانيا في الأمراض الحادة دليلا للبحران فان شهدت الدلائل الأخرى شهادة جودة دل على بحران سيكون حينئذ وربما كان اشتداد ألمانيا دليلا على بحران نفسه أما علامة الكائن من سوداء محترقة فاعلم أن جنونه وسبعيته يكون مع فكر وسكون يمتد مدة ثم إذا تحرك وتكلم ابتدأ يتعاقل متفكرا ثم إذا كرر عليه لم يمكن الخلاص منه ولا اسكانه وتكون نحافة البدن فيه أشد واللون إلى السواد أميل والأحلام أردأ وربما تقيا شيئا حامضا تغلي منه الأرض وأما الذي عن السوداء الصفراوي فيكون الانبعاث إلى الشر أسرع والسكون عنه أسرع ولا يذكر من الشر والحقد ما يذكره الأول ويقل سكونه وتكثر حركته وضجره واضطرابه (المعالجات) ان رأيت امتلاء من الأخلاط فافصد وان رأيت غلبة مرار في البدن بالبول وسائر العلامات فاستفرغ بطبيخ الافتيمون أو بطبيخ الهليلج ان كان صفراء سوداوية وان كان سوداء صرفة فربما احتجت ان تستفرغ بالافتيمون الساذج وزن ثمانية دراهم مع السكنجبين وبحجر اللازورد ثم اقبل على الرأس واستفرغ ان كان به امتلاء دموي أو سوداوي من العرق ا لذي تحت اللسان وادم استفراغه بهذا الحب (وصفته) يؤخذ أيارج وافتيمون واسطوخودس من كل واحد جزء وسقمونيا نصف جزء هليلج جزء يتخذ منه حب كبار ويشرب بعد الاستفراغ الكلى في ليال متفرقة كل ليلة وزن درهمين ومما ينفع منه حب بهذه الصفة (ونسخته) يؤخذ افتيمون وبسفايج من كل واحد وزن خمسة دراهم حجر أرمني درهم هليلج كابلي درهم اسطوخدس عشرة دراهم ملح هندي شحم الحنظل أربعة بليلج أملج حاشا خربق اسود من كل واحد ثلاثة دراهم تربد عشرون درهما يعجن بسكنجبين عسلي ويستعمل ويتغرغر بالسكنجبين السقمونيا ولا يفرط في استعمال حب الشبيار بل استعمله مدة ما دمت تجد به خفة فإذا أحسست سوء مزاج حار فاقطع وبعد الاستفراغ فاقبل على التبريد والترطيب بالنطولات وغيرها وربما احتيج إلى أن ينطلوا في اليوم خمس مرات ويطلي رؤوسهم بطبيخ الأكارع والرؤس وبحليب اللبن ويوضع عليها الزبد وليكن قصدك الترطيب أكثر من قصدك التبريد الا انك لا تجد أدوية
(٦٤)