مزاج في كل واحد منهما لا يعتدل بالآخر بل يزيد به فسادا فإذا بدلا صادف كل واحد منهما ما يعدله بالتضاد فاعتدلا ومن جنس المني الذي لا يولد منى الصبي والسكران وصاحب التخمة والشيخ ومنى من يكثر الباه ومن ليس بدنه بصحيح فان المني يسيل من كل عضو ويكون سن السليم سليما ومن السقيم سقيما على ما قاله ابقراط وهذه الأحوال كلها قد تكون موجودة في المنيين جميعا وقد قالوا ان من أسباب فساد منى الرجل اتيان اللواتي لم يبلغن وهذا يجرى مجرى الخواص وأما السبب الذي في الرحم فاما سوء مزاج مفسد للمني وأكثره برد مجمد له كما يعرض من شرب الماء البارد للنساء بما يبرد وكذلك للرجال وربما يغير أجزاء الطمث وربما يضيق من مسام الطمث فلا ينصب الطمث إلى الجنين وربما كان مع مادة أو رطوبات تفسد المني أيضا لمخالطته أو مجفف أو محلل أو مرطب أو مزلق مضعف للماسكة فهو كثير أو مضعف للقوة الجاذبة للمني فلا يجذب المني بقوة أو مضيق لمجاري الغذاء من حر أو يبس أو برد أو مفسد لغذاء الصبي أو مانع إياه عن الوصول لانضمام من الرحم شديد اليبس أو برد أو التحام من قروح أو لحم زائد ثؤلولي أو ليبس يستولي على الرحم فيفسد منافذ الغذاء فربما بلغ من يبسها ان تشبه الجلود اليابسة أو يعرض للمني في الرحم الباردة الرطبة ما يعرض للبزر في الأراضي النزة وفي المزاج الحار اليابس ما يعرض في الأراضي التي فيها نورة مبثوثة واما لانقطاع المادة وهو دم الطمث إذا كان الرحم يعجز عن جذبه وايصاله واما لميلان فيه أو انقلاب أو لسدة أو انضمام من فم الرحم قبل الحبل لسدة أو صلابة أو لحم زائد ثؤلولي أو غير ثؤلولي أو التحام قروح أو برد مقبض وغير ذلك من أسباب السدة أو يبس فلا ينفذ فيه المني أو ضعف أو انضمام بعد الحبل فلا يمسكه أو كثرة شحم مزلق وقد يكون بشركة البدن كله وقد يكون في الرحم خاصة والثرب أو في الرحم وحدها وإذا كثر الشحم على الثرب عصر وضيق على المني وأخرجه بعصره وفعله هذا أو لشدة هزال في البدن كله أو في الرحم أو آفة في الرحم من ورم وقروح وبواسير وزوائد لحمية مانعة وربما كان في فمه شئ صلب كالقضيب يمنع دخول الذكر والمنى أو قروح اندملت فملأت الرحم وسدت فوهات العروق الطوامث أو خشونة في فم الرحم وأما السبب الكائن في أعضاء التوليد فاما ضعف أوعية المني أو فساد عارض لمزاجها كمن يقطع أوردة أذنه من خلف أو تبط منه المثانة عن حصاة فيشارك الضرر أعضاء التوليد وربما قطع شئ من عصبها ويورث ضعفا في أوعية المني وفي قوتها المولدة للمني والزراقة وكذلك من يرض خصيته أو تضمد بالشوكران أو يشرب الكافور الكثير وأما الكائن بسبب القضيب فمثل ان يكون قصيرا في الخلقة أو لسبب السمن من الرجال فيأخذ اللحم أكثره أو منها فيبعد من الرحم ولا يستوى فيه القضيب أو منهما جميعا أو لاعوجاجه أو لقصر الوترة فيتخلى القضيب عن المحاذاة فلا يزرق المني إلى حلق فم الرحم وأما السبب في المبادئ فقد عددناه بأنه لابد من أن تكون أعضاء الهضم أو أعضاء الروح قوية حتى يسهل العلوق وأما الخطأ الطارئ فاما عند الانزال قبل الاشتمال أو بعد الاشتمال فاما عند الانزال فان تكون المرأة والرجل مختلفي زمان الجماع والانزال ولا يزال أحدهما يسبق بانزاله فان كان السابق الرجل تركها ولم تنزل وان كانت السابقة المرأة انزل الرجل بعد ما أنزلت المرأة
(٥٦٣)