تحرك وإذا أتى على تحركه ضعف ما تحرك فيه حتى يكون الابتداء من الأول ومن ابتداء العلوق ثلاثة اضعاف المدة إلى الحركة ولد واللبن يحدث مع تحريك الجنين وقد قيل إن الزمان العدل الوسط لتصوره خمسة وثلاثون يوما ويتحرك في سبعين يوما ويولد في مائتين وعشرة أيام وذلك سبعة أشهر وربما يتقدم أياما وربما يتأخر لأنه ربما يقع في خمسة وثلاثين يوما تفاوت قليل فيكثر في التضعيف وإذا كان الأكثر لخمسة وأربعين يوما فيتحرك في تسعين يوما ويولد في مائتين وسبعين يوما وذلك تسعة أشهر وقد يقع في هذا أيضا اختلاف في أيام بمثل ما قيل وهذا شئ لا يثبت المحصل فيه حكما والمولود لثمانية أشهر ان لم يكن ممن أكثر حكمه أن لا يعيش على ما ستعلمه من بعد انما يكون قد تم تمامه على النسبة المذكورة وولد عند تمامه فإنه تكون مدده أربعين يوما ثم ثمانين ثم مائة وعشرين يوما وينقص ويزيد على ما علمت قالوا ولم يوجد في الاسقاط ذكر تم قبل الثلاثين يوما ولا أنثى تمت قبل الأربعين وقالوا ان المولود لسبعة أشهر تدخله قوة واشتداد بعد أن تأتى على مولده سبعة أشهر والمولود لتسعة أشهر بعد تسعة أشهر والمولود لعشرة أشهر بعد عشرة أشهر ونحن نورد في مدة الحمل والوضع بابا في المقالة التي تتلو هذه المقالة * واعلم أن دم الطمث في الحامل ينقسم ثلاثة أقسام قسم ينصرف في الغذاء وقسم يصعد إلى الثدي وقسم هو فضل يتوقف إلى أن يأتي وقت النفاس فينتقص والجنين تحيط به أغشية ثلاث المشيمة وهو الغشاء المحيط به وفيه تنتسج العروق المتأدية ضواربها إلى عرقين وسواكنها إلى عرقين والثاني يسمى فلاس وهو اللفائفي وينصب إليه بول الجنين والثالث يقال له أنفس وهو مفيض العرق ولم يحتج إلى وعاء آخر لفضل البراز إذا كان ما يغتذى به رقيقا لا صلابة له ولا ثفل انما تنفصل منه مائية بول أو عرق وأقرب الأغشية إليه الغشا الثالث وهو أرقها ليجمع الرطوبة الراسخة من الجنين وفي جمع تلك الرطوبة فائدة في اقلاله كي لا يثقل على نفسه وعلى الرحم وكذلك في تبعيد ما بين بشرته والرحم فان الغشاء الصلب يؤلمه بمماسته كما يؤلم المماسات ما كان من الجلد قريب العهد من النبات على القروح ولم يستوكع بعد وأما الغشاء الذي يلي هذا الغشاء إلى خارج فهو اللفائفي لأنه يشبه اللفائف وينفذ إليه من السرة عصب للبول ليس من الإحليل لان مجرى الإحليل ضيق وتحيط به عضلة مؤكلة تطلق بالإرادة والى آخره تعاريج ووقت استعمال مثله هو وقت الولادة والتصرف وأما هذا فهو واسع مستقيم المأخذ وجعل البول مفيض خاص به لأنه لو لاقى البدن لم يحتمله البدن لحرافته وحدته وذلك ظاهر فيه والفرق بينه وبين رطوبة العرق في الرائحة وحمرة اللون بين ولو لاقى أيضا المشيمة لكان ربما أفسد ما تحتوي عليه العروق المشيمة والمشيمة ذات صفاقين رقيقين وتنتسج فيما بينهما العروق ويتأدى كل جنس منها إلى عرقين أعني الشرايين والأوردة فاما عرفا الأوردة فإذا دخلا استقصرا المسافة إلى الكبد فاتحدا ليكون أسلم وبعدا إلى تحديب الكبد لئلا يزاحم مفرغة المرار من تقعيرها وبالحقيقة فان هذا العرق انما ينبت من الكبد وينحدر إلى السرة من المشيمة ويفترق هناك فيصير عرقين ويخرج ويتحرك في المشيمة إلى فوهات العروق التي في الزحم وهذه العروق يعرض لها شيئان أحدهما انها تكون عند فوهات التلاقي أدق فكأنها أطراف الفروع وأيضا فإنها تحمر أولا من هناك لأنها تأخذ الدم
(٥٥٩)