فوقف فم رحمها عن حركات جذب المني فاغرة إليه فغرا بعد فغر مع جذب شديد الحس يحس بذلك عند انزالها وانما يفعل ذلك عند انزالها اما لتجذب ماء الرجل مع ما يسيل إليها من أوعية منيها الباطنة في الرحم الصابة إلى داخله عند قوم واما لتجذب ماء نفسها ان كان الحق ما يقوم له قوم آخرون ان منيها وان تولد داخلا فإنه ينصب إلى خارج فم الرحم ثم يبلعه فم الرحم لتكون حركتها إلى جذب منى نفسها من خارج منيها لها عند حركة منيها فيجذب مع ذلك منى الرجل فإنها لا تخص بانزال الرجل وأما الخطأ الطارئ بعد الاشتمال فمثل حركة عنيفة من وثبة أو صدمة وسرعة قيام بعد الانزال ونحو ذلك بعد العلوق فيزلق أو مثل خوف يطرأ أو شئ من سائر أسباب الاسقاط التي نذكرها في بابها قال ابقراط لا يكون رجل البتة أبرد من امرأة أي في مزاج أعضائه الرئيسة ومزاجه الأول ومزاج منيه الصحي دون ما يعرض من أمزجة طارئة واعلم أن المرأة التي تلد وتحبل أقل أمراضا من العاقر الا انها تكون أضعف منها بدنا وأسرع تعجيزا وأما العاقر فتكثر أمراضها ويبطؤ تعجزها وتكون كالشابة في أكثر عمرها * (العلامات) * أما علامات ان العقر من أي المنيين كان فقد قيل أشياء لا يحق صحتها ولا نقضي فيها شيئا مثل ما قالوا انه يجب ان يجرب المنيان فأيهما طفا في الماء فالتقصير من جهته قالوا ويصب البولان على أصل الخس فأيهما جفف فمنه التقصير ومن ذلك قالوا انه يؤخذ سبع حبات من حنطة وسبع حبات من شعير وسبع باقلاءات وتصير في اناء خزف ويبول عليه أحدهما ويترك سبعة أيام فان نبت الحب فلا عقر من جهته وقالوا ما هو أبعد من هذا أيضا وأحسن ما قالوا في تجربة المرأة انه يجب ان يبخر رحم المرأة في قمع ببخور طيب فان نفذت منه الرائحة إلى فيها ومنخريها فالسبب ليس منها وان لم ينفذ فهناك سدد وأخلاط رديئة تمنع ان تصل رائحة البخور والطيب وقالوا تحتمل ثومة وتنظر هل تجد رائحتها وطعمها من فوق وأكثر دلالة هذا على أن بها سددا أو ليست فان كان بها سددا فهو دليل عقر وان لم يكن بها سدد فلا يبعد ان يكون للعقر أسباب أخر وللحبل موانع اخر وكل امرأة تطهر ويبقى فم رحمها رطبا فهي مزلقة وأما علامات المني وأعضائه في مزاجه ومزاجها فيعرف كما علمت حرارته وبرودته من منيه واحساس المرأة بلمسه ومن خثورته ورقته ومن حال شعر العانة ومن لونه ورائحته ومن سرعة النبض وبطئه ومن صبغ القارورة وقلة صبغها ومن مشاركة الجسد اما الرطوبة واليبوسة فتعرف من القلة مع الغلظ والكثرة مع الرقة والمنى الصحيح هو الأبيض اللزج البراق الذي يقع عليه الذباب ويأكل منه وريحه ريح الطلع أو الياسمين وأما علامات الطمث وأعضائه في مزاجها فيستدل عليه كما علمت اما على الحرارة والبرودة فمن الملمس ولون الطمث أهو إلى صفرة وسواد أو كدورة أو بياض ومن أحوال شعر العانة ويستدل على الرطوبة واليبوسة من الكثرة مع الرقة ومن كون العينين وارمتين كمدتين فان العين تدل على الرحم عند ابقراط أو للقلة مع الغلظ وأية امرأة طهرت فلم يجف فم رحمها بل كان رطبا فإنها لا تحبل واما السمن والهزال والشحم وقصر القضيب واعوجاجه وقصر الوترة وانقلاب الرحم وحال الانزالين فأمور تعرف بالاختبار والفروج الشحمية الثرب تكون ضيقة المداخل بعيدته تصيرة القرون ناتئة البطون تنهز عند كل حركة وتتأذى بأدنى رائحة ويدل على ميلان الرحم
(٥٦٤)