السكون الذي بين زرقات القضيب للمني ويكون كل مرة وثانية أضعف قوة وأقل عدد اختلاجات وربما كانت المرار فوق ثلاث أو أربع ولذلك تتضاعف لذتهن فإنهن يتلذذن من حركة المني الذي لهن ويتلذذن من حركة منى الرجل في رحمهن إلى باطن الرحم بل يتلذذن بنفس الحركة التي تعرض للرحم ولا يصدق قول من يقول إن لذتهن وتمامها موقوفان على انزال الرجل كأنه ان لم ينزل الرجل لم تلتذ بانزال نفسها وان أنزل الرجل ولم تحدث لرحمها هذه الحركات ولم تسكن منها فإنها تجد لذة قليلة يكون للرجل أيضا مثلها قبل حركة منيهم تشبه بالحكة والدغدغة الوديية ولاقول من يقول إن منى الرجل إذا انصب على الرحم أطفأ حرارتها وسكن لهيبها كماء بارد ينصب على ماء حار يغلى فان هذا لا يكون الا على الوجه الذي ذكرناه عند انزالها وبلعها منى الرجل كما ينزل وفي غير ذلك الوقت لا يكون قوة يعتد بها وربما وافق زرقه ذكورية صبه أنثاويه فاختلطا ويليها زرقات مثل ذلك مرة بعد مرة فحملت المرأة ببطون عدة إذ كل اختلاط ينحاز بنفسه وربما كان اختلاط المنيين معا ثم تقطعا أو انقطعت الواحدة السابقة بسبب ريحي أو اختلاجي أو غير ذلك من الأسباب المفرقة فينحاز كل على حدة وربما كان ذلك بعد اتساع الغشاء فتكون كبيرة في شئ واحد فهذا مما لا يتم تكونه ولا يبلغ الحياة وربما كان قبل ذلك وما يجرى هذا المجرى فيشبه أن يكون قليل الافلاح وانما المفلح هو الذي وقع في الأصل متميزا والمنى الذكوري وحده يكون بعد غير غزير ولا مالئ للرحم ولا واصل إلى الجهات الأربع حتى يتصل به منى الأنثى من الزائدتين القرنيتين الشبيهتين بالنواة وكما يختلطان يكون الغليان المذكور ويتخلق بالنفخ والغشاء الأول ويتعلق المني كله حينئذ بالزائدتين القرنيتين ويجد هناك ما يمده ما دام منيا إلى أن يأخذ من دم الطمث ومن النقر التي يتصل بها الغشاء الغشاء المتولد وعند جالينوس ان هذا الغشاء كلطخ يخلفه منى الأنثى عند انصبابه إلى حيث ينصب إليه منى الذكر وان لم يخالطه معه فيما زجه عند المخالطة وقد تقبل المرأة والحجرة منيا على منى وتلدهما جميعا وأما الولادة فإنما تكون إذا لم يكف الجنين ما تؤديه إليه المشيمة من الدم وما يتأدى إليه من النسيم وتكون قد صارت أعضاؤه تامة فيتحرك حينئذ عند السابع إلى الخروج كما تتم فيه القوة وإذا عجز أصابه ضعف ما لا تثوب إليه معه القوة إلى التاسع فان خرج في الثامن خرج وهو ضعيف لم ينزعج عن قوة مولدة بل عن سبب آخر مزعج مؤذ ضعيف وخروج الجنين انما يتم بانشقاق الأغشية الرطبة وانصباب رطوبتها وازلاقها إياه وقد انقلب على رأسه في الولادة الطبيعية لتكون أسهل للانفصال وأما الولادة على الرجلين فهو لضعف الولد فلا يقدر على انقلاب وهو خطر ولا يفلح في الأكثر والجنين قبل حركته إلى الخروج فقد يكون معتمدا بوجهه على رجليه وبراحتيه على ركبتيه وأنفه بين الركبتين والعينان عليهما وقد ضمهما إلى قدامه وهو راكن عنقه ووجهه إلى ظهر أمه حماية للقلب وهو النصبة أوفق للانقلاب على أن قوما قالوا ان الأنثى تكون نصبة وجهها على خلاف هذه النصبة وانما هذا للذكر ويعين على الانقلاب ثقل الأعالي من الجنين وعظم الرأس منه خاصة وإذا انفصل انفتح الرحم الانفتاح الذي لا يقدر في مثله مثله ولابد من انفصال يعرض للمفاصل ومدد عناية من الله تعالى معدة لذلك فترده عن قريب إلى الاتصال الطبيعي ويكون ذلك فعلا من الافعال
(٥٦١)